بواسطه إسراء صادق الخميس , 3 فبراير 2022 ,11:45 م
كما وضعت بصماتها في كل المناسبات خاصة الوطنية، كان لها أيضًا بصمات بارزة في القضية الفلسطينية ومساندتها لها سواء بقوة الفن الناعمة أو بدعمها المادي والمعنوي، سيدة الغناء العربي السيدة أم كلثوم التي جمعتها بأرض السلام فلسطين مواقف عديدة تدلل على حب صادق ومواقف نبيلة من فنانة مؤثرة في الوطن العربي بل والعالم بأكمله.
ولأنها أحبت زهرة المدائن بصدق، كانت نتيجة طبيعية أن تحصل على أشهر ألقابها فيها، على أرض حيفا وفي إحدى الحفلات لقبت الست بـ"كوكب الشرق".
زارت أم كلثوم فلسطين مرات عديدة قبل أن تصيبها النكبة، وأحيث الحفلات في مدنها كثيرًا، وقدمت منها ذات مرة بلقب "بلبلة الشرق"، وتبرعت لدعم قضيتها بطرق عديدة سواء من خلال حفلاتها أو غيره.
حجزت فلسطين مكان لا يتزعزع في قلب أم كلثوم وغنت لها العديد من الأغاني الثورية منها "إلى فلسطين خذوني" و"أصبح عندي الآن بندقية" و"راجعين بقوة السلاح" و"ثوار" و"إنا فدائيون".
"قلب العروبة وضميرها"، هكذا وصفت أم كلثوم فلسطين، وفي إحدى حفلاتها التي أحيتها فيها قصدت "يافا" كأول محطة تنزل عليها بعدما وصلت الميناء، وأحيت فيها حفلة ساحرة في قاعة "أبولو" التي زين أهل المدينة واجهتها بتمثال لأم كلثوم.
وبحسب ما ذكر المؤرخ مصطفى كبها، وما نقله عن والده الذي حضر إحدى حفلاتها في يافا، أن الفلاحين يومها قدموا إلى المدينة من الأرياف وانتظروها على الأرصفة قبل وصولها بيومين، وهو ما دون أيضًا في أحد أعداد صحيفة "فلسطين" بأرشيف جامعة حيفا أن يافا استعدت بالفعل لاستقبال كوكب الشرق على مدار أسبوع بأكمله.
"أعياد الطرب والسرور في مدن فلسطين العامرة بتشريف المطربة الفنانة بلبلة الشرق والأقطار العربية"، كان ذلك عنوانًا قد نشر في صحف فلسطينية احتفالا بإحياء أم كلثوم لحفل من حفلاتها بفلسطين.
وغير يافا، أحيت أم كلثوم حفلات في القدس وحيفا عامي 1931 و1935، وعبر الجمهور الفلسطيني آنذاك عن الحماس الكبير للفنانة القادمة من مصر، حيث ذكرت صحيفة "الكرمل" حالة الحماس والبهجة التي وقعت على حيفا عند زيارة أم كلثوم لها، حيث باع أحد المواطنين حملة من الطحين اقتناها لبيته كي يتمكن من المشاركة في الحفلة.
لبت الآنسة أم كلثوم –كما كانت تدعى دائمًا- دعوة ضمن الدعوات التي اعتاد أن يرسلها نادي الرابطة الأدبي الذي كان ينشط بها أبناء مدينة حيفا من الشباب إبان الانتداب البريطاني لفلسطين، حيث كان في داخلها "ألف شوق وحنين" كما عبرت لمجلة "المصور" المصرية عن هذه الزيارة.
ومع حلول عام 1928 كانت أم كلثوم في مدينة القدس حيث غنت على مسرح "عدن" أمام جمهور كبير من عشاق الطرب والشعر العربي القديم، ووصف هذه الزيارة الموسيقار المقدسي واصف جوهرية، بأنها كانت ليلة من ليالي الملاح ومن الأيام التي لا تنسى، ومنها مضت إلى حيفا عبر القطار لتحُيي بها ليلتين إحداهما في شارع الملوك، وثانيهما في مسرح الانشراح المشهور قبل النكبة.
وهناك - في حيفا - لقبت بهذا اللقب من سيدة من حيفا تدعى "أم فؤاد" صعدت على المسرح قائلة: "أم كلثوم أنتِ كوكب الشرق بأكمله"، بعد أن أبدعت في غناء "أفديه إن حفظ الهوى" وهو ما أثبتته بعض الروايات الشفوية التي قام بها بعض المؤرخين حين قابلوا هذه السيدة في مخيمات الشتات مُتحدثين عن هذه الزيارة التاريخية للسيدة أم كلثوم لحيفا .
يذكر أن سليم نسيب كاتب سيرة أم كلثوم أقر بأنها حظيت باللقب في مدينة حيفا، لكنه لم يقدم تفاصيل أكثر.
موضوعات متعلقة:
كوكب الشرق حينما تربعت أزياء أم كلثوم على عرش الموضة العالمية
701 مشاهده
543 مشاهده