بواسطه علياء المحمدى الإثنين , 22 يناير 2018 ,4:17 م
رسام كاريكاتير، شاعر، ممثل، ومؤلف، ثائر وقبل كل هذا عاشق، أحب جاهين الحب والوطن والثورة وكانت حياته محاطة بالسيدات فكان يحترمهن ويقدر دورهن للغاية، وكتب لهن كثيرًا.
ولد محمد صلاح الدين بهجت أحمد حلمي في 25 ديسمبر 1930 في حي شبرا بالقاهرة، أراد له والده المستشار أن يدرس الحقوق لكنه أراد دراسة الفنون الجميلة، فبدأ في مشوار الفن ولم يكمله ودرس الحقوق لكن الفن طغى عليه مرة أخرى مما جعله فنان شامل.
لم يتحدث جاهين للإعلام عن والدته كثيرًا لكنه كتب لها "يا ماما، يا أمّا، يا أمّاتي.. سلاماتي أحتراماتي قبلاتي" وكان لوالدة جاهين قصة حيث إنها تعرضت لأزمة كبيرة خلال ولادته وتخيل الحاضرون أن الطفل ولد ميتًا حيت كان لونه مائل للزرقة، لكنه أطلق صرخة الحياة بعدها، وكان أثرها كبير بعد ذلك في ثقافة ووعي جاهين وكانت تنمي خياله بحكاياتها الغنية والأمثال الشعبية التي علمتها له، كما أنها علمته القراءة في سن ثلاث سنوات لأنها كانت معلمة للغة الانجليزية.
تزوج جاهين مرتين الأولى عام 1955 من السيدة "سوسن محمد زكي" الرسامة بمؤسسة الهلال وأنجب منها أمينة جاهين وبهاء جاهين وكان بينهما قصة حب يشهد بها كل من يعرفهما، واتفقا على أن يُعلمها إذا دخلت حياته امرأة اخرى، وبالفعل أخبرها بحبه للفنانة "منى قطان" فلسطينية الأصل والتي تزوجها عام 1967 فانفصلت عنه سوسن وبقيا على علاقة طيبة بعدها حتى عادوا لبعض بعدها بأعوام واستمرت العلاقة الطيبة حتى وفاته.
وتعتبر علاقة صلاح جاهين بمنى قطان مما يطلق عليه حب من أول نظرة فقد انبهر جاهين بشخصيتها المتنوعة والغنية من أول تعارف بينهم في جريدة الأهرام عندما سألته عن مبنى يرسمه فأجاب أنه الأزهر فطلبت منه اصطحابها إلى هناك ومن هنا بدأت العلاقة تقوى، كما أنه قال عنها في لقاء إذاعي "البنت دي فيها حاجة مختلفة، ذكية ولبقة وحساسة، وأنا بقى أموت في كده" وأضاف أنه لا يحبها فقط بل أن الحب بالنسبة لها "مش قد المقام" على حد تعبيره، وذلك لأن الحب كلمة تقال ملايين المرات على أشخاص أقل منها في الصفات ولذلك فهي تستحق كلمة أكبر من الحب للتعبير.
وأنجب جاهين من منى قطان ابنتهما سامية جاهين بعد 12 عام من الزواج.
البنت أم المريلة الكحلي كما كتب عنها جاهين، وكان يقصد "سامية" الأصغر والأقرب إلى قلبه التي وصفها بأن في عيونها من والدته حنان الأم وأنها أجمل من في الصبايا بأخذها للكتب بالحضن وشد الحزام على خصرها.
وقالت سامية عن والدها أنه كان صديقها الذي غرس فيها المبادئ واعطاها القوة على الحياة.
ولكن جاهين لم يغفل دور بقية البنات فكتب عنهن أنهن ألطف الكائنات وأن البنت زي الولد مهيش كمالة عدد تقديرًا منه لدور البنت في حياة أبيها فالبنات حنينين وكلهن طيبين.
من القصص المعروفة والتي لا يغفلها أحد هي الصداقة القوية جدًا التي جمعت صلاح جاهين بالسندريلا سعاد حسني والتي بدأت عام 1972 في موسكو حين التقى الاثنان وكانت سعاد تصور فيلم مع يوسف شاهين ويتلقى صلاح جاهين العلاج في أحد المستشفيات هناك.
منذ ذلك الوقت أصبح جاهين بالنسبة لسعاد الروح للجسد، هو من صنع أقرب شخصياتها لقلبها "زوزو" وهو من جعل منها "شفيقة" واختتم أعماله الفنية بمسلسل تلفزيوني لها "هو وهي" الذي قدمها فيه في كل حلقة بشخصية مختلفة وأغنية "صباح الخير يا مولاتي" من أجمل ما قيل في الأم وغنتها سعاد حسني في عيد الأم للتليفزيون.
وفي نهاية حياته مرض "جاهين" وحجز بالمستشفى لمدة خمسة أيام لم تفارقه سعاد حسني ليوم منها، بقيت بجانبه تقرأ له القرآن وتدعو له حتى فارق الحياة في 21 أبريل عام 1986 فبدأ الاكتئاب يعرف طريقه لحياة السندريلا فحبست نفسها بمنزلها لعدة شهور وتدهورت صحتها بالتبعية.
ومن قوة حب سعاد حسني لجاهين قالت عنه بعد وفاته "الآن مات والدي ورفيق مشواري الفني وصديقي الغالي" وأصرت على تسجيل أشعاره ورباعياته بصوتها للإذاعة البريطانية BBC في عامي 1999 و2000 ةكانت هذه آخر مشاركاتها الفنية قبل وفاتها.
موضوعات متعلقة:
جحيم إذا كانت حالمة وضحية وقاتلة.. المرأة في أدب أحمد خالد توفيق
725 مشاهده
642 مشاهده