ابو صفار عند حديثي الولادة.. كل ما تريدين معرفته عنه
بعض الأطفال يولدون بمرض الصفراء أو "أبو صفار" كما يطلق عليه في بعض الأماكن، ذلك يجعل الأمهات في حالة رعب لأن طفلها لونه يميل للصفار وبمعرفة ما هو مرض أبو صفار أو الصفراء وكيفية علاجه يمكن للأم أن تطمئن، لذلك لهلوبة تقدم لكِ في هذا الموضوع كل ما تحتاجين معرفته عن هذا المرض وأعراضه وطرق علاجه.
ما هو أبو صفار؟
هذا المرض مرتبط بمادة موجودة في الدم تسمى "البيليروبين" وهي عبارة عن مادة صفراء تنتج في الجسم بشكل طبيعي عندما تبدأ كريات الدم الحمراء القديمة في التحلل ومن المفترض أن يمتصها الكبد ويطردها خارج الجسم من خلال البراز، لكن عند حدوث خلل في الكبد فإنه يمتص المادة ولا يخرجها وهنا تحدث الإصابة بالصفراء، وبزيادة هذه المادة يبدأ جلد وبياض عيون الطفل بالتغير للون الأصفر.
أنواع أبو صفار:
يوجد من هذا المرض نوعين الأول فسيولوجي والثاني مرضي، سنتعرف عليهم بالتفصيل:
الصفراء الفسيولوجية:
تظهر أعراض أبو صفار على المواليد في هذه الحالة بدون مرض عضوي أو سبب خطير ويحدث هذا مع حوالي نصف المواليد في اليوم الثالث أو الرابع من الولادة وتستمر لمدة أسبوع.
ويكون السبب في هذه الأعراض أن الطفل ولد بكمية زائدة من الدم عن حاجته وبالتالي فالجسم يتخلص من عدد كبير من كريات الدم الحمراء وخلال هذه العملية يتحول جلد الطفل وعيونه إلى اللون الأصفر، وهذا النوع لا يحتاج لعلاج لأن الأعراض تزول خلال أسبوع بتخلص الكبد من مادة البيليروبين الزائدة.
الصفراء المرضية:
هذا النوع هو الخطير والذي يتطلب استشارة طبية ويحدث في حالات:
- الاطفال المبتسرين أو صغار الحجم المولودين في موعد مبكر عن الطبيعي، حيث يكون الكبد غير مكتمل فلا يتمكن من التخلص من البيليروبين.
- الطفل المصاب بمرض في الدم أو في الكبد مما يؤثر على أنزيمات الكبد أو إنسداد في قنوات الكبد الصفراوية.
- اختلاف فصيلة دم الأم مع الجنين من حيث السالب والموجب.
الأعراض المصاحبة لأبو صفار:
تختلف الأعراض أحيانًا من طفل لآخر حسب لون بشرته، لكن الأعراض دائمًا تبدأ من أعلى لأسفل وتكون كالتالي:
- ظهور الإصفرار في بياض عين الطفل وتحت الأظافر ثم الأطراف وآخر جزء يكون الجسم نفسه.
- عدم رغبة الطفل في الرضاعة.
- قلة نشاط الطفل.
- يصبح لون البول داكنًا.
- براز الطفل يكون لونه شاحب بدلًا من ان يكون أصفر أو برتقالي.
علاج أبو صفار:
في حالة الصفراء الفسيولوجية لا يحتاج الطفل لعلاج فالأعراض لا تنم عن خطر كما أنها تزول خلال أيام قليلة، أما الصفراء المرضية فهي تحتاج لاستشارة طبية حيث يقرر الطبيب ما هو العلاج الذي يجب استخدامه، ويكون العلاج من تلك الخيارات:
- العلاج الضوئي:
يُعرض الطفل للضوء حتى لو كان ضوء الشمس حيث يعمل الضوء على تغيير طبيعة جزيئات البيليروبين حتى تصبح أسهل في الخروج من الجسم مع البول أو البراز.
- حقن الوريد:
يستخدم في حالات اختلاف فصيلة دم الأم عن الجنين حيث تنتقل أجسام مضادة للطفل تقوم بمهاجمة خلايا الدم وتكسيرها وبالتالي يصاب بالصفراء، عندها نحقن مادة "الجلوبولين المناعي" وهو أحد البروتينات التي تعمل على تقليل الأجسام المضادة وبالتالي يقل تكسير كرات الدم والمادة الصفراء الناتجة عن ذلك.
- تبديل الدم:
هذا العلاج نادرًا ما يستخدم فهو يحتاج حالات مستعصية لا تستجيب للعلاج، ويتم عن طريق سحب عينات متكررة من الدم وتنقيته من المادة الصفراء ثم حقنه في الطفل مرة أخرى.