كيف تبني علاقة جيدة مع أهل شريكك قبل الزواج؟

الإثنين , 7 إبريل 2025 ,9:44 ص
كيف تبني علاقة جيدة مع أهل شريكك قبل الزواج

كيف تبني علاقة جيدة مع أهل شريكك قبل الزواج؟ العلاقة بينك وبين أهل شريك حياتك المستقبلي يمكن أن تكون مفتاحًا لحياة زوجية مستقرة وسعيدة، أو مصدرًا للتوتر والضغط إذا لم تُبنَ على أسس صحيحة منذ البداية. كثيرون يعتقدون أن العلاقة مع الأهل تبدأ بعد الزواج، لكن الحقيقة أن ما قبل الزواج هو الوقت الذهبي لكسب قلوبهم، وتكوين انطباع إيجابي يدوم. في هذا المقال من لهلوبة، سنأخذك خطوة بخطوة لبناء علاقة قوية وصحية مع أهل شريكك، بطريقة ذكية، محترمة، ومليئة بالنية الطيبة.

أهل الشريك هم جزء لا يتجزأ من حياته، وإذا أردتِ بناء علاقة صحية معه، فمن الطبيعي أن يكون لكِ علاقة جيدة مع عائلته أيضًا. العلاقة القوية مع الأهل تخلق بيئة داعمة، وتشجع على التفاهم والاحترام داخل العلاقة الزوجية. أما تجاهل هذه العلاقة أو التعامل معها بتوتر، فقد ينعكس سلبًا على حياتكما المشتركة لاحقًا.

ليس المطلوب أن تتحولي إلى فرد من العائلة منذ اللقاء الأول، لكن التوازن بين الرسمية والودّ مهم جدًا. اجعلي تعاملاتك لبقة، هادئة، وغير مصطنعة. لا تحاولي أن تبهريهم بشكل مفرط، ولا تتظاهري بما لستِ عليه. كوني طبيعية، فهذا هو ما سيكسب ثقتهم.

 

كيف تبني علاقة جيدة مع أهل شريكك قبل الزواج؟

ابدئي بالتعرف على الأفراد المقربين من شريكك بشكل بسيط. استفسري عنه عن أسرته، واهتماماتهم، وما يحبونه. إذا التقيتِ بهم، احرصي على إظهار الاحترام، دون أن تفرضي نفسك. شاركي في الحديث بابتسامة، اسألي أسئلة خفيفة، وكوني صادقة في كلامك.

 

لا شيء يفتح القلوب أكثر من الاحترام. احترمي الكبار في السن، وكوني مهذبة في الحديث، وراعية للعادات والتقاليد الخاصة بعائلة شريكك. تجنبي النقاشات الحادة أو المواضيع الحساسة في اللقاءات الأولى، وركّزي على خلق جو مريح وإيجابي. 

 

أحيانًا، كلمة بسيطة أو تصرف صغير يكون له أثر كبير. عندما تزورين أهل شريكك، اسألي عن أحوالهم، أو عبّري عن إعجابك بشيء في منزلهم أو بطبق معين قدموه. لكن الأهم أن يكون ذلك نابعًا من قلبك، دون مبالغة أو مجاملة زائدة. الاهتمام الحقيقي يُشعرهم بأنك تقدّرين وجودهم وتودّين التعرف إليهم أكثر.

 

واحدة من أفضل الطرق لكسب القلوب هي الإنصات الجيد. لا تقاطعي أثناء الحديث، ولا تحاولي فرض آرائك. الاستماع يمنحك فرصة لفهم شخصياتهم، اهتماماتهم، وحتى الأمور التي يفضّلونها أو لا يحبذونها. كما يعطي انطباعًا عنكِ بأنكِ ناضجة ومتزنة. وإذا سُئلتِ عن رأيك، أجيبي باختصار ولباقة.

 

من الطبيعي أن تحدث خلافات داخل العائلة، وقد يتحدث شريكك أحيانًا عن بعض هذه المشاكل. لا تقومي بالتعليق أو الانحياز لطرف ضد آخر، وابتعدي تمامًا عن محاولة "حل" الخلافات أو إعطاء النصائح ما لم يُطلب منكِ. حافظي على دورك كضيفة مهتمة ومحترمة، وليس كعضو دائم في العائلة قبل الأوان.

 

حتى وإن كنتِ قريبة جدًا من شريكك، يجب أن تحترمي خصوصية العلاقة قبل الزواج في تعاملك مع أهله. لا تتحدثي بشكل مبالغ فيه عن تفاصيل علاقتكما، ولا تتصرفي وكأنكما زوجان. من المهم أن يظهر لكِ أهل الشريك أنكِ تقدّرين العلاقة وتعرفين حدودها الشرعية والاجتماعية.

 

الزيارات البسيطة، مع إحضار هدية رمزية مثل باقة ورد، أو طبق من صنع يديكِ، يمكن أن تترك أثرًا جميلًا في قلوبهم. هذه اللفتات الصغيرة لا تحتاج إلى ميزانية كبيرة، ولكنها تعبّر عن تقديرك لهم. تجنّبي الهدايا الفخمة في البداية حتى لا يشعروا بالتكلف.

 

قد تسمعين ملاحظات أو نصائح من أحد أفراد العائلة، بعضها يكون في غير محله. لا تأخذي الأمر بحساسية. تقبّلي الملاحظات بلطف، وركّزي على النية الطيبة التي قد تكون خلفها. الرد بعصبية أو دفاع مبالغ فيه قد يخلق فجوة يصعب ردمها لاحقًا.

 

الأم غالبًا ما تكون المحور الرئيسي في العائلة، فإذا كسبتِ مودتها، ستفتح لكِ أبواب العائلة كلها. عامليها بلطف، اسأليها عن رأيها، وشاركيها في أمور بسيطة، حتى لو كان سؤالًا عن وصفة طعام. لكن احذري من التقرّب الزائد أو التودد المصطنع، لأن الأمهات يشعرن بسرعة بمن هو صادق النية.

 

لا تذكري أهل شريكك بسوء أمامه أو أمام الآخرين، حتى لو كنتِ منزعجة من موقف ما. وابتعدي تمامًا عن مقارنة عائلتك بعائلته، أو التلميح بأن طريقتهم في التفكير "قديمة". هذا النوع من التصرفات لا يُنسى، حتى لو قيل في لحظة غضب.

 

ربما تكون عائلة شريكك من منطقة مختلفة، أو لهم تقاليد معينة لم تعتادي عليها. تقبلي ذلك بصدر رحب، فكل عائلة لها طريقتها الخاصة. احترامك لهذه الاختلافات يعكس نضجك ويجعلك أكثر قبولًا بينهم. بل قد تجدين لاحقًا أن هذه العادات أصبحت قريبة إلى قلبك.