بواسطه روضة إبراهيم الاحد , 10 نوفمبر 2024 ,9:47 ص
تأثير التوتر والقلق على زيادة الوزن. يعتبر التوتر والقلق من الأمور الشائعة في حياتنا اليومية، حيث يواجه الجميع تحديات وضغوطات سواء في العمل، أو العلاقات الاجتماعية، أو حتى الحياة الشخصية. وعلى الرغم من أن التوتر يمكن أن يؤثر بشكل مباشر على الصحة النفسية، إلا أنه قد يؤدي أيضًا إلى تغييرات في الوزن. هذا التأثير قد يتباين بين الأفراد، حيث يؤدي في بعض الأحيان إلى فقدان الوزن، وفي حالات أخرى إلى زيادته. في هذا المقال من لهلوبة، سنتناول كيف يؤثر التوتر والقلق على عملية زيادة الوزن، والآليات التي تقود الجسم إلى تخزين الدهون أثناء فترات الإجهاد.
عندما يواجه الإنسان موقفًا ضاغطًا أو يشعر بالتوتر، يستجيب الجسم عبر إطلاق هرمونات التوتر مثل الكورتيزول والأدرينالين. هذه الهرمونات تساعد الجسم على التعامل مع المواقف الصعبة عن طريق زيادة الطاقة وتسريع ضربات القلب. ولكن عندما يصبح التوتر طويل الأمد، فإن ارتفاع مستويات الكورتيزول بشكل مستمر قد يؤدي إلى زيادة الشهية وتراكم الدهون في الجسم.
التوتر والقلق يؤثران على طريقة تناول الطعام، حيث يلاحظ أن البعض يميل إلى تناول كميات كبيرة من الطعام كوسيلة للتغلب على التوتر أو الهروب من المشاعر السلبية. يؤدي هذا النمط من الأكل العاطفي إلى استهلاك سعرات حرارية زائدة، مما يساهم في زيادة الوزن.
أظهرت الدراسات أن التوتر المزمن يرتبط بزيادة تراكم الدهون في منطقة البطن. هرمون الكورتيزول يساعد الجسم على تخزين الدهون، وخاصة في منطقة البطن، مما يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والسكري من النوع الثاني.
هرمون الكورتيزول يزيد من الرغبة في تناول الأطعمة ذات السعرات الحرارية العالية والغنية بالسكريات والدهون، مثل الوجبات السريعة والحلويات. هذه الأطعمة تؤدي إلى رفع مستويات السكر في الدم بشكل سريع، مما يمنح شعورًا مؤقتًا بالراحة والاسترخاء.
التوتر قد يؤدي إلى صعوبات في النوم أو الأرق، مما يؤثر سلبًا على معدل الأيض. عند نقص النوم، يُلاحظ أن الجسم يفرز هرمونات تزيد من الشعور بالجوع، مثل هرمون الجريلين، مما يدفع الشخص لتناول المزيد من الطعام خلال اليوم وبالتالي يزيد وزنه.
في بعض الحالات، يؤدي التوتر إلى تقليل مستويات النشاط البدني، حيث يشعر الأفراد بالتعب والإرهاق. هذا النقص في الحركة يقلل من استهلاك السعرات الحرارية اليومية، ويؤدي إلى زيادة الوزن، خاصةً عند تناول كميات كبيرة من الطعام.
الأكل العاطفي هو تناول الطعام استجابةً لمشاعر سلبية أو ضغوط نفسية، وليس استجابةً للجوع الفعلي. الأطعمة التي يتم تناولها في هذه الحالة غالبًا ما تكون غير صحية وتحتوي على سعرات حرارية عالية.
يعد التوتر والقلق من المحفزات الأساسية للأكل العاطفي، حيث يشعر الشخص بالرغبة في تناول الطعام كمحاولة للهروب من المشاعر السلبية. يلجأ البعض إلى الأطعمة التي تمنحهم شعورًا بالراحة أو السعادة، مثل الشوكولاتة، والآيس كريم، والوجبات السريعة.
للتغلب على الأكل العاطفي، يمكن استخدام تقنيات مثل ممارسة الرياضة، والتأمل، أو البحث عن هوايات جديدة لتفريغ التوتر. من المهم أيضًا التركيز على تناول الطعام بشكل واعٍ، وتجنب تناول الطعام أثناء الشعور بالتوتر أو القلق.
الوزن الزائد الناتج عن التوتر المزمن يزيد من احتمالية الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، حيث أن تراكم الدهون حول منطقة البطن يزيد من خطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم وارتفاع الكوليسترول.
التوتر والقلق قد يؤثران سلبًا على الجهاز الهضمي، حيث يشعر البعض باضطرابات مثل القولون العصبي، والغثيان، وعسر الهضم. هذه المشكلات يمكن أن تؤدي إلى زيادة تناول الطعام كوسيلة لتخفيف الانزعاج.
التوتر المزمن يؤدي إلى ضعف جهاز المناعة، مما يجعل الجسم عرضة للإصابة بالأمراض. عندما يكون الجهاز المناعي ضعيفًا، يصبح الجسم أقل قدرة على محاربة الالتهابات، ويزيد من خطر الإصابة بالأمراض المزمنة.
تقنيات التأمل مثل التنفس العميق وتمارين الاسترخاء تساعد في تقليل مستويات التوتر. من المفيد ممارسة التأمل لبضع دقائق يوميًا لتحسين الحالة النفسية وتحقيق التوازن.
تساعد التمارين الرياضية على تقليل التوتر وزيادة إفراز هرمونات السعادة مثل الإندورفين. كما أنها تحسن من قدرة الجسم على حرق السعرات الحرارية والتحكم في الوزن.
النوم الجيد يعزز من صحة الجسم ويقلل من مستويات التوتر. من المهم الحرص على النوم لمدة تتراوح بين 7 إلى 8 ساعات يوميًا لتحسين الحالة المزاجية وتقليل الرغبة في تناول الطعام.
النظام الغذائي المتوازن يساعد على استقرار مستويات السكر في الدم، مما يقلل من تأثير التوتر على الشهية. ينصح بتناول الأطعمة الغنية بالألياف والبروتين، والابتعاد عن الأطعمة المعالجة والمشروبات السكرية.
يمكن أن يكون الدعم الاجتماعي فعالاً في التخفيف من التوتر، سواء من الأصدقاء أو الأسرة أو من خلال الانضمام إلى مجموعات دعم. وجود أشخاص يمكنهم مشاركة التجارب وتقديم النصائح يساهم في تحسين الحالة النفسية.
342 مشاهده
305 مشاهده