بواسطه علياء المحمدى الخميس , 29 مارس 2018 ,3:15 م
عبد الحليم علي اسماعيل شبانة، الشاب القروي الذي ولد في قرية الحلوات بمحافظة الشرقية في 21 يونيو 1929، وذاق مرارة اليتم حيث توفيت والدته بعد ولادته بأيام وتوفى والده قبل أن يكمل عامه الأول، وعاش حياة صعبة بين المرض والمسئولية الكبيرة تجاه عائلته ليحقق حلم بدا مستحيلًا ويصبح العندليب الأسمر الذي يتردد صدى صوته حتى الآن وبعد وفاته بـ47 عام.
حليم الذي توفى في 30 مارس عام 1977 بعد صراع طويل مع أمراض الكبد كان رمزًا للحب، أحب صوته كل شباب فترة الخمسينات والستينات والسبعينات من القرن الماضي، ومازال يعتبر رمز الحب والرومانسية عند شباب الأجيال الحالية، حليم الذي غنى للحب طوال 26 عامًا منذ عام 1951 حتى وفاته لم تكتمل قصة حب واحدة في حياته، فعبرت أغانيه عن بعض تلك القصص التي سنتذكرها معًا في هذا المقال على أنغام صوته.
فاتت جنبنا:
"حبيتها، أيوه أنا حبيتها مش قادر أنسى ضحـكتها، مش يمكن دي فرحة عمـري، والفرحة ما صدقـت لـقـيـتها" كتب حليم مقال يروي فيه أول قصة حب في حياته لفتاة بسيطة تعمل في مصنع تعرف عليها عام 1950 حينما كان يدرس بمعهد الموسيقى وكانت تركب معه نفس الترام، وصفها حليم بأنها لم تكن جميلة على المستوى الخارجي قدر ما كانت روحها جميلة، ولما زادت الحيرة على العندليب الأسمر إذا كانت هذه الفتاة تشعر بوجوده أم لا قرر أن يجد حلًا لهذا الموقف ويعرف شعورها تجاهه..
"مالقيتش طريق قدامي يرحمني من العذاب.. غير إني أدور واسأل واعرف منها الجواب... وبعت كلمتين مش أكتر من سطرين قولتلها ريحيني قوليلي أنا فين؟"
تمامًا كما غنى في فاتت جنبنا أرسل حليم لرفيقة الترام خطابًا يعبر فيه عن مشاعره قائلًا: "آنستي، لست أدري ماهو نصيب هذه الرسالة منك ولست أدري ماهو رأيك فيها وفي، ولكن ليس هذان وحدهما هما الشيئان اللذان لا أدري بهما، فأنا لا أدري أيضًا أين أنا منك ومن قلبك، أما أنت، فأنت أعلم أين أنت"، ودس الخطاب بيدها وهي تنزل من الترام ذات يوم وانتظر الرد لعدة أيام لكنها تغيبت ولم تظهر، وبعد أن عادت بعد فترة توجه لها حليم مباشرة وتحدث أليها فأخبرته أنها من طنطا، وجاء ردها على رسالته بأنها قالت له "يا سيدنا الأفندي.. أنا فين وأنت فين؟! أنت متعلم وبتكتب كلام حلو أما أنا شغالة في مصنع أروح فين من قلبك؟!" واستأذنته راحلة إلى الأبد.
بلاش عتاب:
"بلاش عتاب لو كنت حبيبي.. من العذاب أنا خدت نصيبي، متكلمنتش ع الحب، متفكرنيش بالحب، لا حياتي هي حياتي ولا قلبي اصبح قلب" قد يكون أقرب وصف للعلاقة التي جمعت حليم بالسندريلا سعاد حسني فهي قصة انتشرت حولها الكثير من الشائعات ولكن بعد موت الأثنان، قال أحد المقربين منهما أنهما تزوجا بالفعل لكن انفصلا سريعًا بسبب غيرة حليم عليها أو الغيرة الفنية بينهما، وقال آخرون أنهما لم يتزوجا خوفًا من فشل تلك الزيجة، وقال البعض أنه تم تهديد سعاد حسني حتى لا تتزوج حليم وتفسد شعبيته، وبغض النظر عن كل تلك الشائعات وصحتها أو عدمها فيبقى أن الجميع اتفق على وجود قصة حب لم تكتمل بين الاثنين يمكن أن تشبه الجزء الأول من قصة فيلم "معبودة الجماهير" والتي غنى فيها حليم لحبيبته "أديتك أحلى ما في الدنيا.. اديتك حبي".
بتلوموني ليه:
القصة التي عُرضت في فيلم "حليم" وهي قصة حقيقية، حيث تعرف حليم في فترة من حياته بفتاة ارستقراطية جميلة، رفضه أهلها، ثم زوجوها بآخر ولكنه ظل يحبها حبًا كبيرًا وغنى لها بتلوموني ليه حيث قال "والناس بيلوموني واعمل ايه يا قلبي.. عايزين يحرموني منه ليه يا قلبي!" ولكن القدر أراد لهذه السيدة أن تتوفى بمرض في المخ وهي مازالت شابة مما أثر بالسلب على حليم كثيرًا وأدخله في نوبة اكتئاب، وربما غنى لها أيضًا "وداع يا دنيا الهنا.. وداع يا حب يا أحلام.. ده عمر جرحي أنا أطول من الأيام.. حبيبي شايفك بروحي شايفك بقلبي شايفك، بحبي شايفك، شايف كلامك، ايديك، سلامك، ضحكة شفايفك.. شايفك وليل الفراق ع البعد فارد جناحه على جريح مشتاق يعرف نهاية جراحه..".
يا خلي القلب:
"لو في قلبك قد قلبي حب، لو بتكوي النار نهارك، لو بتسهر زيي ليلي، لو صحيح بتحب..كنا نحضن حبنا ونبعد بعيد..." هكذا عبرت تلك الأغنية عن الفتاة اللبنانية التي أحبت حليم من طرف واحد ولم يبادلها نفس الشعور، ولكنه كان دائم الزيارة للبنان وكانت هي تهتم بشئونه كلما جاء ووفقًا لما ذكرته أحد المجلات اللبنانية، وأضافت المجلة أن تلك السيدة كانت سيدة صالون راقية أحبت حليم وكانت تغار عليه، ولكنه لم يبادلها نفس الشعور ولم يكن دون جوان يحب جمع النساء حوله فقط.
نار يا حبيبي نار:
ربما تنطبق تلك الأغنية على وصف قصة الحب التي ربطت سيدة من أصل جزائري بحليم وفقًا لكتاب "حليم وأنا" لمؤلفه الدكتور هشام عيسن الذي قال أنها كانت زوجة صاحبة متجر في باريس اعتاد حليم زيارته وشراء الهدايا منه، وكانت من أشد معجبيه هي وزوجها، ولكن حليم احترم كونها متزوجة ولم يبادلها الحب، لكنها لم تتوقف عن حبه في شعور يشبه ما قاله "حبك نار مش عايز اطفيها ولا اخليها دقيقة تفوتني ماحسش بيها" ولكن الخلافات احتدت بين السيدة وزوجها الذي غار عليها من حليم وبدأت حياتها تتعقد حتى توفت، وبمعرفة الخبر بكى حليم كثيرًا حتى أنه شعر بالذنب وقال أنه السبب في ما حدث لها.
الحلوة:
تليق هذه الأغنية بحب حليم لزميلته "زبيدة ثروت" والتي صرحت في لقاء تليفزيوني أخير قبل وفاتها مع الاعلامي عمرو الليثي أن حليم أحبها في صمت وقابل ولدها ليطلبها منه ولكنه رفض معللًا بأنه لن يزوج ابنته لـ"مغنواتي" ولم يخبر حليم زبيدة بالقصة إطلاقًا.. فكانت قصة بدأت وانتهت عنده، ولكنها يليق بها ما قاله "في عيونك سهرت لياليا وطالت أيامي، وفي ضل رموشك وشفايفك غنت أحلامي".
698 مشاهده
531 مشاهده