تأثير التوتر والقلق على الوزن.. كيف يغير الضغط النفسي من شكل الجسم؟

بواسطه روضة إبراهيم الأربعاء , 25 سبتمبر 2024 ,9:43 ص

تأثير التوتر والقلق على الوزن


تأثير التوتر والقلق على الوزن. التوتر والقلق هما جزء طبيعي من الحياة اليومية، إلا أن تأثيرهما على الصحة العامة والوزن قد يكون أكبر مما نظن. في حياتنا المعاصرة المليئة بالضغوط، كثيرون يعانون من مشاكل تتعلق بزيادة أو نقص الوزن نتيجة للتوتر المستمر. يعزز القلق من إفراز هرمونات معينة تؤثر على الشهية، عملية الأيض، والسلوكيات الغذائية، مما يؤدي إلى تقلبات في الوزن، ومن خلال الموضوع التالي من لهلوبة سنتعرف على تأثير التوتر والقلق على الوزن.

 

كيف يؤثر التوتر والقلق على الوزن؟

عندما نتعرض للتوتر أو القلق، يقوم الجسم بإفراز هرمونات معينة مثل الكورتيزول والأدرينالين. بينما يمكن لهذه الهرمونات أن تساعد الجسم في مواجهة المواقف الصعبة (ردة الفعل "الهروب أو القتال")، إلا أن لها تأثيرات طويلة الأمد على الوزن في حال استمرار التوتر.

 

  • زيادة الكورتيزول وزيادة الوزن:

الكورتيزول هو هرمون يُفرز استجابة للتوتر، وهو المسؤول عن زيادة الشهية، خاصة تجاه الأطعمة الغنية بالدهون والسكريات. لذلك، يجد الكثيرون أنفسهم يتناولون كميات أكبر من الطعام أو ينجذبون إلى "الأطعمة المريحة" مثل الشوكولاتة والحلويات، مما يؤدي إلى زيادة الوزن، وخاصة في منطقة البطن.

 

  • تأثير القلق على الشهية:

بينما يمكن للتوتر أن يزيد من الشهية لدى بعض الأشخاص، إلا أن آخرين قد يعانون من نقصها تمامًا. القلق المزمن قد يؤدي إلى فقدان الرغبة في تناول الطعام، مما يؤدي إلى فقدان الوزن غير الصحي. هذه الحالة ترتبط بشكل خاص بالأشخاص الذين يعانون من القلق المفرط أو الاكتئاب.

 

  • التأثير على الأيض:

التوتر المستمر يمكن أن يؤثر سلبًا على الأيض. بعض الدراسات تشير إلى أن الأشخاص الذين يعانون من مستويات عالية من التوتر لديهم عملية أيض أبطأ، مما يجعل فقدان الوزن أكثر صعوبة. بمعنى آخر، حتى لو كانت كمية الطعام المتناولة قليلة، يمكن أن يجد الشخص صعوبة في خسارة الوزن بسبب تباطؤ عملية الأيض.

 

السلوكيات الغذائية المرتبطة بالتوتر

إلى جانب التغيرات الفسيولوجية، يمكن أن يؤدي التوتر إلى تغييرات في السلوكيات الغذائية. بعض الأشخاص يميلون إلى تناول الطعام كمحاولة للتعامل مع التوتر، وهو ما يُعرف بالأكل العاطفي. في المقابل، قد يفقد آخرون شهيتهم تمامًا نتيجة للتوتر المستمر.

 

  • الأكل العاطفي:

الأكل العاطفي هو سلوك يلجأ فيه الشخص إلى الطعام كوسيلة للتخفيف من الضغط النفسي. الأشخاص الذين يعانون من التوتر يميلون إلى تناول الأطعمة الغنية بالسعرات الحرارية، مثل الحلويات والمقليات، مما يؤدي إلى زيادة الوزن بمرور الوقت.

 

  • تجاوز الوجبات:

بعض الأشخاص، على العكس، قد يتجاوزون الوجبات عندما يشعرون بالتوتر، مما يؤدي إلى نقص في الوزن أو سوء التغذية. هؤلاء الأشخاص غالبًا ما يعانون من فقدان الشهية ويفضلون تجنب الطعام كليًا.

 

النوم والتوتر وتأثيرهما على الوزن

التوتر المزمن يؤثر أيضًا على نوعية النوم، وهذا بدوره يمكن أن يؤثر على الوزن. قلة النوم تزيد من مستويات الكورتيزول في الجسم وتزيد من الشهية. بالإضافة إلى ذلك، يؤدي النوم غير الكافي إلى تغيرات في هرمونات الجوع مثل اللبتين والجريلين، مما يجعل الشخص يشعر بالجوع أكثر ويتناول كميات أكبر من الطعام.

 

كيفية التعامل مع التوتر للحفاظ على الوزن

من المهم أن نفهم أن التوتر والقلق يمكن السيطرة عليهما من خلال تبني أساليب حياة صحية. فيما يلي بعض الاستراتيجيات التي يمكن أن تساعد في تقليل تأثير التوتر على الوزن:

 

  • ممارسة التمارين الرياضية:

الرياضة تعد واحدة من أفضل الطرق لتخفيف التوتر. التمارين الهوائية مثل المشي، الركض، أو السباحة تساعد في تقليل مستويات الكورتيزول وتعزز إفراز الإندورفينات، التي تعمل على تحسين المزاج والشعور بالراحة.

 

  • اتباع نظام غذائي متوازن:

تناول وجبات غنية بالألياف، البروتينات الصحية، والدهون المفيدة يمكن أن يساعد في الحفاظ على مستويات السكر في الدم ثابتة ويقلل من الرغبة في تناول الأطعمة الغنية بالسعرات الحرارية.

 

  • ممارسة التأمل وتقنيات الاسترخاء:

التأمل وتمارين التنفس العميق تساعد في تقليل التوتر وتحسين الشعور بالراحة النفسية. هذا النوع من الممارسات يساعد في تقليل إفراز الكورتيزول ويحسن التحكم في الشهية.

 

  • الحصول على قسط كافٍ من النوم:

تحسين جودة النوم يعتبر أساسيًا لتقليل التوتر. من خلال النوم الجيد، يمكن الحفاظ على مستويات هرمونات الجوع مستقرة، مما يساعد في السيطرة على الوزن.

 

الخلاصة، التوتر والقلق يمكن أن يكون لهما تأثير كبير على الوزن، سواء من خلال زيادة الشهية وزيادة الوزن، أو تقليل الشهية وفقدان الوزن. من خلال اتباع بعض النصائح البسيطة مثل ممارسة التمارين، تناول الطعام الصحي، وتطبيق تقنيات الاسترخاء، يمكن تقليل تأثير التوتر على الجسم والحفاظ على وزن صحي.


قولى رأيك

تابعنا علي فيسبوك