كيف تتعامل الحامل مع التغيرات النفسية والجسدية؟

بواسطه روضة إبراهيم الاحد , 27 إبريل 2025 ,10:33 ص

كيف تتعامل الحامل مع التغيرات النفسية والجسدية؟


كيف تتعامل الحامل مع التغيرات النفسية والجسدية؟ فخلال فترة الحمل تمر الحامل بتغيرات متعددة في شكل الجسم، من زيادة الوزن وتغير الشكل العام للجسم، وكبر حجم الثدي وغيرها من تغيرات. إلى جانب التغيرات النفسية من قلق وتوتر والشعور بالكئابة طوال الوقت وعدم الراحة. ومن خلال الموضوع التالي من لهلوبة، سنتعرف على كيفية التعامل مع كل هذه التغيرات.

 

تغيرات الحمل الجسدية

  • زيادة الوزن وتغير شكل الجسم:

من أولى المظاهر التي تلاحظها الحامل هو التغير في شكل الجسم وزيادة الوزن، والتي غالبًا ما تكون ناتجة عن نمو الجنين، وتغيرات الهرمونات، واحتباس السوائل. يتوزع الوزن بشكل أساسي في البطن، الثديين، والفخذين. وهذا التغير قد يسبب شعورًا بعدم الراحة أو حتى فقدان الثقة بالنفس.

لكن من المهم أن تتذكر الحامل أن هذا التغيير مؤقت وضروري لنمو طفلها. أفضل ما يمكن أن تفعله هو ارتداء ملابس مريحة ومناسبة لحملها، والتركيز على الجانب الإيجابي من التغيرات، مثل قوة الجسم في خلق حياة جديدة.

 

  • التغيرات الهرمونية وتأثيرها على البشرة والشعر:

تغير الهرمونات أثناء الحمل ينعكس على البشرة والشعر بشكل واضح. بعض الحوامل يلاحظن نضارة غير معتادة، والبعض الآخر يعاني من ظهور البثور، الكلف، أو تساقط الشعر. وكلها تغييرات طبيعية تحدث نتيجة لارتفاع مستويات هرموني "الإستروجين" و"البروجسترون".

للتعامل مع هذه التغيرات، من المفيد استخدام منتجات العناية بالبشرة الطبيعية، وتجنب المواد الكيميائية القاسية، بالإضافة إلى استشارة طبيب الجلدية إذا لزم الأمر. الأهم من كل ذلك هو عدم مقارنة نفسك بغيرك، فكل حمل فريد من نوعه.

 

  • آلام الجسم والتورم والتعب العام:

من الشهر الأول وحتى الشهر التاسع، تعاني كثير من الحوامل من آلام في الظهر، الساقين، وتورم القدمين. كما يُعتبر التعب من أكثر الأعراض شيوعًا، خاصة في الثلث الأول والثالث من الحمل.

أفضل طريقة للتعامل مع هذا الإرهاق الجسدي هي الراحة المنتظمة، ممارسة تمارين التمدد الخفيفة، والاستحمام بالماء الدافئ لتخفيف الضغط على العضلات. أيضاً، رفع القدمين في نهاية اليوم يساعد في تقليل التورم وتحسين الدورة الدموية.

 

  • التغيرات في الثدي والجهاز الهضمي:

الثديان يصبحان أكثر امتلاءً وحساسية، وقد تظهر عليهما عروق بارزة أو تغير في لون الحلمات. أما من جهة الجهاز الهضمي، فقد تواجه الحامل حرقة في المعدة، غازات، أو إمساك نتيجة ارتخاء العضلات بفعل الهرمونات.

الحل يكون في تقسيم الوجبات على فترات متعددة، وتناول أطعمة غنية بالألياف، وشرب كميات كافية من الماء. أيضاً، ارتداء حمالة صدر مريحة وداعمة يقلل من آلام الثدي، ويساعد في تحسين الراحة اليومية.

 

التغيرات النفسية والعاطفية

  • القلق والتوتر المرتبط بالحمل:

من الطبيعي أن تراود الحامل تساؤلات كثيرة: هل الجنين بخير؟ هل سأكون أماً جيدة؟ هذا القلق طبيعي، لكنه إذا زاد عن الحد يمكن أن يؤثر على صحتها وصحة الجنين. التوتر النفسي يسبب أرقًا، مشاكل في الهضم، وحتى ارتفاع ضغط الدم.

هنا يأتي دور الراحة النفسية. تأكدي من أخذ فترات راحة للاسترخاء، وقومي بتمارين التنفس العميق، وعبّري عن مشاعرك لأي شخص تثقين به. التحدث وحده قد يخفف الكثير من الضغوط.

 

  • تقلبات المزاج:

الهرمونات تلعب دورًا رئيسيًا في تقلبات المزاج التي قد تتراوح بين الفرح المفاجئ إلى البكاء بلا سبب واضح. هذا التذبذب العاطفي قد يكون مربكًا، ليس للحامل فقط، بل ولمن حولها أيضًا.

من المهم أن تتفهم الحامل نفسها في هذه الفترة، وتمنح مشاعرها الاحترام والتقبل. لا بأس بالبكاء أو الشعور بالإرهاق العاطفي، المهم أن تعرف أن هذا طبيعي ومؤقت.

 

  • الخوف من الولادة وتغير نمط الحياة:

اقتراب موعد الولادة يثير مخاوف كثيرة، خصوصًا لدى الأمهات لأول مرة. هناك من تخاف من الألم، ومن تخشى ما بعد الولادة، ومن تشعر بالقلق من التغيرات القادمة في حياتها الزوجية والمهنية.

الإجابة تكمن في التحضير المعرفي، حضور دورات تعليمية، وقراءة تجارب الأمهات الأخريات، فالمعرفة تزيل الخوف، وتزرع الثقة.

 

  • تأثير الحمل على العلاقة الزوجية:

الحمل يغير طبيعة العلاقة الزوجية، سواء من ناحية العاطفة أو العلاقة الجسدية. بعض الأزواج يجدون صعوبة في فهم التغيرات، مما قد يخلق مسافة أو سوء تفاهم.

التواصل المفتوح هو الحل. الحديث عن المشاعر والتحديات يساعد الطرفين على دعم بعضهما البعض، وتقوية العلاقة رغم كل التغيرات.

 

كيف تتعامل الحامل مع تغيرات مع التغيرات الجسدية

  • اتباع نظام غذائي صحي ومتوازن:

الغذاء ليس فقط مصدر طاقة، بل هو وسيلة لدعم الجنين وصحة الأم. النظام الغذائي المتوازن الذي يحتوي على خضروات، فواكه، بروتينات، وكالسيوم يمكنه تحسين المزاج، تقوية المناعة، وتقليل أعراض الحمل.

ابتعدي عن الأطعمة المصنعة، وقللي من الكافيين، وتناولي وجبات صغيرة ومتكررة لتجنب الغثيان والحرقة.

 

  • ممارسة الرياضة الخفيفة بانتظام:

الرياضة أثناء الحمل تساعد في تقوية العضلات، تحسين النوم، وتخفيف آلام الظهر. تمارين المشي، اليوغا، والسباحة تعتبر آمنة ومفيدة.

ولكن، من المهم استشارة الطبيب قبل بدء أي نشاط رياضي، ومراقبة أي أعراض غير معتادة.

 

  • الحفاظ على روتين النوم:

قلة النوم تسبب تدهور الحالة المزاجية والجسدية، لذلك فإن خلق بيئة مريحة للنوم أمر مهم. اجعلي السرير مكاناً مخصصاً للراحة، وتجنبي استخدام الهاتف قبل النوم.

حاولي النوم على جانبك الأيسر لتحسين الدورة الدموية، وضعي وسادة بين الساقين لدعم الظهر.

 

  • العناية بالبشرة والجسم:

البشرة في الحمل تحتاج إلى عناية مضاعفة بسبب الجفاف أو علامات التمدد. استخدمي زيوت طبيعية مثل زيت اللوز أو زيت جوز الهند لترطيب الجلد، وتجنبي المنتجات التي تحتوي على عطور قوية أو كحول.

 

التعامل مع التغيرات النفسية للحامل

  • الواقعية وأخذ الراحة:

يجب أن تكون الحامل واقعية في توقعاتها من نفسها وأخذ قسط كافٍ من الراحة عند الحاجة لتجنب الإرهاق النفسي والجسدي.

 

  • الحفاظ على النشاط البدني:

ممارسة التمارين الرياضية الخفيفة مثل المشي أو اليوغا تساعد في تحسين المزاج وتقليل التوتر.

 

  • التغذية الصحية:

تناول وجبات صحية ومتوازنة تدعم الصحة النفسية والجسدية للحامل.

 

  • الدعم الاجتماعي:

قضاء وقت مع الأشخاص الذين يشعرون الحامل بالراحة، والتواصل مع شريك الحياة والعائلة والأصدقاء، بالإضافة إلى الانضمام إلى مجموعات دعم الأمهات الحوامل لتبادل الخبرات والمشاعر.

 

  • التعبير عن المشاعر:

التحدث عن المخاوف والقلق مع من تثق بهم أو مع متخصص نفسي يساعد في تخفيف التوتر والقلق المرتبطين بالحمل.

 

  • طلب المساعدة عند الحاجة:

لا تترددي في طلب المساعدة أو استشارة الطبيب إذا شعرت بالاكتئاب أو القلق الشديد أو تغيرات نفسية تؤثر على جودة حياتك.


قولى رأيك

تابعنا علي فيسبوك