بواسطه روضة إبراهيم الإثنين , 16 يونيو 2025 ,9:40 ص
فوائد الرضاعة الطبيعية للأم والطفل. لا شك أن الرضاعة الطبيعية هي واحدة من أعظم الهدايا التي تقدمها الأم لطفلها ولنفسها في آنٍ واحد. فخلف هذا الرابط العاطفي العميق الذي ينشأ بين الأم والرضيع خلال الرضاعة، هناك العديد من الفوائد الصحية والجسدية والنفسية التي لا يمكن حصرها بسهولة. فوائد الرضاعة الطبيعية للأم والطفل لا تقتصر على تقوية الجهاز المناعي أو التغذية السليمة فقط، بل تمتد إلى الحماية من الأمراض، وتعزيز الروابط الأسرية، والمساهمة في نمو الطفل بشكل صحي ومتوازن.
وقد أوصت منظمة الصحة العالمية بالاعتماد الكامل على الرضاعة الطبيعية في الأشهر الستة الأولى من حياة الطفل، لما لها من تأثيرات إيجابية مؤكدة على صحة الأم والرضيع على المدى القصير والطويل. في هذا الموضوع من لهلوبة، سنتناول بشكل مفصل فوائد الرضاعة الطبيعية للأم والطفل من جوانب متعددة.
يولد الطفل بجهاز مناعي غير مكتمل، مما يجعله عرضة للإصابة بالعدوى بسهولة. من هنا تأتي أهمية حليب الأم، حيث يحتوي على أجسام مضادة طبيعية تعزز مناعة الطفل وتساعده على مقاومة الأمراض. الرضاعة الطبيعية تقي الطفل من التهابات الأذن، ونزلات البرد، والإسهال، والعديد من الأمراض المعدية.
لا توجد تركيبة غذائية تضاهي حليب الأم. فهو يحتوي على المكونات الغذائية التي يحتاجها الطفل في كل مرحلة من مراحل نموه، مثل البروتينات، والدهون الصحية، والكربوهيدرات، بالإضافة إلى الفيتامينات والمعادن. بل إن تركيبة حليب الأم تتغير تلقائيًا لتتناسب مع احتياجات الرضيع اليومية.
أثبتت الأبحاث أن الأطفال الذين رضعوا طبيعيًا يمتلكون معدل ذكاء أعلى مقارنة بأقرانهم ممن لم يحصلوا على رضاعة طبيعية. ويرجع ذلك إلى وجود أحماض دهنية ضرورية لنمو الدماغ، مثل DHA، والتي توجد بكميات جيدة في حليب الأم.
من أهم فوائد الرضاعة الطبيعية للأم والطفل أنها تقلل خطر إصابة الطفل لاحقًا بأمراض مثل السمنة، والسكري من النوع الثاني، والحساسية، وحتى بعض أنواع السرطان. حليب الأم لا يغذي الطفل فحسب، بل يساعده في بناء جسم قوي لمواجهة تحديات الحياة الصحية مستقبلاً.
الرضاعة الطبيعية تحفز إنتاج هرمون "الأوكسيتوسين"، الذي يساعد على تقلص الرحم وعودته إلى حجمه الطبيعي بسرعة أكبر، مما يقلل من خطر النزيف بعد الولادة. وهذا يساعد الأم على استعادة جسدها بشكل أسرع.
حرق السعرات الحرارية أثناء الرضاعة من أكثر فوائد الرضاعة الطبيعية للأم والطفل جاذبية للأمهات الجدد. إذ تستهلك عملية إنتاج الحليب حوالي 500 سعر حراري في اليوم، مما يساعد الأم على فقدان الوزن الزائد المكتسب أثناء الحمل، بشكل طبيعي وآمن.
تشير الدراسات إلى أن النساء اللاتي يرضعن طبيعيًا لفترات أطول، تقل لديهن فرص الإصابة بسرطان الثدي والمبيض. الرضاعة تقلل من تعرض الأم لهرمونات معينة يُعتقد أنها تلعب دورًا في تطور بعض أنواع السرطان.
الرضاعة تعزز إفراز هرمونات تُعرف بهرمونات السعادة، مثل السيروتونين والدوبامين، ما يساهم في تحسين الحالة النفسية والمزاجية للأم، ويقلل من خطر الاكتئاب الذي قد يصاحب الولادة. هذا التأثير النفسي الإيجابي يعزز من العلاقة بين الأم وطفلها.
إلى جانب الفوائد الصحية، فإن فوائد الرضاعة الطبيعية للأم والطفل تشمل أيضًا تعزيز الرابط العاطفي بينهما. لحظات الرضاعة مليئة بالدفء، التلامس الجسدي، والتواصل البصري، وهي أمور أساسية لنمو الطفل العاطفي السليم وشعوره بالأمان.
من جهة أخرى، الرضاعة الطبيعية تخلق بيئة داعمة في الأسرة، وتخفف من الضغوط الاقتصادية الناتجة عن شراء الحليب الصناعي ومستلزماته، ما يساهم في استقرار الأسرة ماديًا ونفسيًا.
ختامًا، لا تقتصر فوائد الرضاعة الطبيعية للأم والطفل على الفترة التي يقضونها معًا في تلك اللحظات الحميمة، بل تمتد آثارها لسنوات طويلة في صحة كل منهما. إنها ليست فقط وسيلة لتغذية الطفل، بل هي أيضًا طريقة طبيعية لحماية الأم من أمراض خطيرة، وتقوية الرابطة العاطفية بينهما.
كل أم تستطيع أن تقدم الأفضل لطفلها إذا حصلت على الدعم والمعرفة الكافية. لذلك، ننصح كل أم بالاطلاع على المصادر الموثوقة، واستشارة الخبراء إذا واجهت تحديات، لأن الرضاعة الطبيعية حق لكِ ولطفلكِ، وفرصة لا تُعوّض.
450 مشاهده
435 مشاهده