بواسطه إسراء صادق الجمعة , 1 ديسمبر 2017 ,9:20 ص
المصريون مثلما يقال عنهم "شعب ملهوش كاتالوج"، بس الشيء الوحيد الثابت هي ان كل مناسبة لديهم لها نوع اكل مميز، كل موسم او عيد لابد ان يجهزوا نوع الاكل المناسب له، يحبون الطعام ويستمتعون بأوقات تحضيره مع بعضهم البعض، الاكل يجعلهم يشعرون بفرحة المناسبة، كما انه من اكثر الاشياء التي تستطيع تجميع الاسرة المصرية،،وتحول الامر لعادات وطقوس ثابتة تتوارثها الاجيال.
لهلوبة جمعت كل مناسبة والاكل الخاصة بها، وبما ان مولد النبي على الابواب نبدأ به:
الفولية والحمصية والسمسمية والملبن بانواعه وكثير من الحلوى المصنوعة من السكر، تحويها علبة "حلاوة المولد" التي تشتريها كل البيوت المصرية خاصة عند وجود اطفال، بخلاف العادات التي مازال البعض يحتفظ بها وهي ان يجلبها العريس لعروسته في فترة الخطبوبة، بينما لم تعد شرطًا مثلما كان يحدث قديمًا.
قديما كانت عروسة المولد تصنع من السكر، حاليًا تنوعت العرائس في انواعها واشكالها واحجامها، والفاطميين هم اول من صنعوا عروسة المولد من السكر ولونوها بالصبغة ولصقوا اوراق ملونة على شكل مراوح بظهرها، ومن وقتها اصبحت مظهر اساسي من مظاهر المولد النبوي في مصر وتطورت بالتدريج على مر الزمن.
البيض الملون على الافطار، والرنجة والفسيخ والملوحة والبصل واحيانًا السمك عند بعض العائلات في الغداء، اكلات تتصدر كل الموائد المصرية في شم النسيم.
وعيد شم النسيم هو عيد مصري قديم واكلاته ترجع لاصول مصرية قديمة، ويوجد اساطير وبرديات فرعونية تشير إلى ان البيض كان يرمز إلى خلق الحياة ونقشه وزخرفته بالامنيات ثم يعلقونه على الاشجار والحدائق لتحقيق الامنيات مع الشروق.
اما الفسيخ يعتبر من الاطعمة التقليدية في شم النسيم عند الاسرة الخامسة من قدماء المصريين تقديسًا للنيل وما يخرجه من اسماك، وروى مؤرخين ان البصل كان ضمن اطعمة شم النسيم عند اواسط الاسرة السادسة.
شهر الخير في كل شيء، وفي الطعام تحديدًا، المصريين لا يحتاجون فيه إلى توصية وموائدهم دائمًا تحمل اصنافًا لا تعد وخاصة اول يوم والذي غالبا ما يتصدره اكلات "المحشي والبط" على كل سفرة مصرية، هذا بجانب الحلويات المرتبطة بالشهر مثل الكنافة والقطايف.
يبدأ المصريين في تحضير #الكحك والبسكويت والغريبة والبتي فور للعيد الصغير من اواخر الايام في رمضان سواء بعمله في البيت او شرائه جاهزًا، وعادة الكحك والبسكويت تعتبر من ايام الفراعنة.
كثير من كتب التاريخ اثبتت هذا مثل كتاب "لغز الحضارة المصرية" التي ذكر فيه انه يوجد صور مفصلة لصناعة كحك العيد في مقابر طيبة ومنف والتي لم تتغير كثيرًا عن طريقة الصناعة في ايامنا الحالية، وان صناعته انتقلت فيما بعد للدولة الاسلامية وبالتحديد في عهد الدولة الطولونية وكان يصنع وقتها في قوالب خاصة ويسمى "كل واشكر" وبعدها للدولة الاخشيدية ثم الفاطمية التي اهتمت بهذه الصناعة بشكل كبير واشتهرت بها.
وفي متحف الفن الاسلامي نجد قوالب الكعك التي كان يصنع فيها في عهد الدولة الإسلامية مكتوب عليها عبارات ’’كل هنيئًا واشكر’’، و"كل واشكر مولاك" وغيرها.
او عيد الاضحى، والتي تتصدر فيه الفتة كل الموائد المصرية، والكثيرون يطلقون عليه "عيد اللحمة" سواء بشرائها او من ذبح الاضاحي بعد صلاة العيد تتبعًا للسنة النبوية.
وهذه ليست كل العادات الرسمية التي يحرص المصريين فيها على تحضير اكلاتهم الخاصة بها، هناك ايضًا مناسبات خاصة جدًا مثل "صباحية العرايس" التي تذهب فيها الأم لابنتها في الصباح وتحمل معها الاكل، وغالبًا ما يكون فطير وعسل وكحك وبتي فور وساعات شوكولاتة.
"تعدمني" و"ماحدش هياكل دي غيرك"، لان المصريين شعب مضياف بطبعه جدا وكريم، هذه العبارات تردد دائمًا في العزائم، من شدة حبهم في الاكل يعتبرون ذلك وسيلة الترحيب المثلى بالضيوف.
"اي مشروع اكل عمره ما بيخسر"، عندما يفكر احد في مشروع يسرع اهله واصدقائه بإقتراح مشروع أكل وتذكر فيه تلك العبارة دائمًا، لانه بالفعل لا يوجد لدينا مشروع أكل يفشل الا نادرًا.
واخيرا وليس بآخر الجملة المشهورة من قديم الزمان "اقرب طريق لقلب جوزك معدته"، رغم الاختلاف على هذه الجملة مؤخرا لكن لنكون صادقين هي اثبتت فاعليتها في حالات كثيرة خاصة ايام زمان.
673 مشاهده
442 مشاهده