بواسطه روضة إبراهيم السبت , 30 ديسمبر 2017 ,10:12 م
"عظمة على عظمة يا ست"، مقولة تتخلل أذهاننا بمجرد أن نسمع طيف من صوت أم كلثوم يشدو بعيدًا، فغنائها بمثابة بهجة الحياة في أمسياتها الكئيبة، فحفلاتها كانت منفذ للتنفس وإزالة أعباء الحياة وهمومها من علينا، وممر للبوح والتحدث عن الرومانسية والحب والجرح بحرية أكثر.
كوكب الشرق التي طافت بلدان العالم ليأتيها الجمهور من كل مكان، ولكن من بين الحضور الغفير هناك رجل لم يترك حفلة لها إلا وحضرها بتركيز عاشق، هو الحاج سعيد الطحان، واحد من أعيان طنطا الذي لم يصمد أمام صوت أم كلثوم كثيرًا لينفعل مرة قالًا من شدة إعجابه بصوتها "عظمة على عظمة يا ست" لتصبح جملة يرددها من بعده كل عاشق لهذا الصوت حتى يومنا هذا.
وقد امتاز الحاج سعيد الطحان بحضوره الدائم لأم كلثوم في جميع حفلاتها داخل وخارج مصر، حتى أطلقوا عليه لقب "مهووس أم كلثوم"، و"مجنون سوما"، و"متيم كوكب الشرق"، وذلك لأنه كان يترك مشاغله في المطاحن والأراضي الذي يزرعها قطن وأرز وخضروات وفواكه ويجري ورائها أينما كانت ليحضر حفلاتها ويستمع لها.
فحضوره كان مميز في الصف الأول بجلبابه والقفطان والجبة والعصا، كما أنه ورث لعائلته حبه لأم كلثوم فكان يصطحبهم معاه في حضور حفلاتها كل أول خميس من كل شهر، أيًا كان مكان هذه الحفلة في مصر أو خارجها في أي مكان في العالم.
وعرفه جمهور حفلات أم كلثوم من شدة تأثره عند استماعها، فكان دائمًا ما يطلب تكرار هذا الكوبليه أكثر من مرة قائلًا لها: "تاني والنبي يا ست ده أنا جايلك من طنطا".
ويبدو أنه كان من مُريديها منذ كانت آنسة صغيرة تحبو في عالم الغناء، فقد كان يتابعها منذ أن ظهرت عندما كان شابًا في عام 1935، فتعود أن يكون أول الحاجزين لحفلاتها منذ الإعلان عن حفلة لها.
730 مشاهده
667 مشاهده