بواسطه إسراء صادق الاحد , 4 مارس 2018 ,9:49 ص
الأكل شيء مهم جدًا في حياة المصريين، كل مناسباتهم مرتبطة بأنواع معينة من الأكل، المحشي والبط أول يوم رمضان، الكحك والبسكويت للعيد الصغير والفتة واللحمة والرقاق للعيد الكبير وغيره، لكن كثير من أكلاتنا اليومية نعرفها منذ سنوات بعيدة ونظن أنها مصرية الأصل أو لا نعلم من أين جاءت تسميتها وعادات طبخها، لهلوبة جمعت لكي عدد من أشهر الرويات التي حكت عن أكلات نعرفها ونحبها جميعًا ونتوارث عادات طبخها دون معرفة الأصل.
الملوخية تلك الأكلة الشهية التي لا تكتمل أي عزومة مصرية دون وجودها على المائدة، المصريون القدماء أول من زرعوها على ضفاف النيل ولكن يقال أنهم كانوا يعتقدون أنها نبات سام، لها أكثر من رواية عن بداية ظهورها وتسميتها وعن الشهقة الشهيرة في طهيها.
الرواية الأولى، تقول إن في عهد الفراعنة كانوا يعتقدون أنها نبات سام ما جعلهم يطلقون عليها "خية"، كما يقال وقع في الخية أي الفخ، حتى احتل الهكسوس مصر وأجبروا المصريين على تناول الـ"خية" كنوع من الإيذاء، وأضافو إلى بدايتها كلمة "ملو"، ولكن عندما تناولها المصريين وجدوا أنفسهم مازالوا أحياء ولم يتأثروا ولو قليلًا، فادركوا أنها ليست سامة واستمروا في تناولها حتى يومنا هذا، وإذا كانت هذه الحكاية حقيقية علينا جميعًا أن نشكر الهكسوس من قلوبنا!
الرواية الثانية، في عصر الدولة الفاطمية، يقال إن الخليفة الفاطمي الحاكم بأمر الله قد منع تناول أو بيع هذا النبات لعامة الشعب لأسباب غير معروفة وقصر تناولها على الملوك فقط لذا عرف بالملوكية، ثم حور الاسم في العصر الحديث إلى ملوخية.
عن شهقة الملوخية، هناك أساطير عديدة حول هذا الأمر منها، أن سيدة كانت تطبخ الملوخية وعندما كانت تضع التقلية على الشوربة بالملوخية كانت سوف تنسكب عليها فشهقت من الخوف ومن حينها أصبحت الشهقة مرتبطة بالملوخية.
رواية أخر تقول إن أحد الملوك كان جائعًا وكان سيقتل الطباخ إذا لم ينته من الطعام، وأثناء إعداد الطباخ للملوخية دخل عليه أحد حراس الملك فشهق الطباخ من الخوف واعتقد أنهم سوف يقتلونه ولكن أعجب الملك بالملوخية وكافئ الطباخ.
المحشي ملك الموائد المصرية، إلا أنه ليس مصري في أصوله كما يعتقد الكثيرون، ودخل مصر أثناء الحكم العثماني، إذن فهو في الأصل أكلة تركية، لكن المصريين كالمعتاد وضعوا بصمتهم عليه وأضافوا بعض اللمسات إلى خلطته حتى أصبح ينسب إليهم ويعتقد أنه أكلة مصرية الأصل.
الكشري من الأكلات الشعبية المصرية الأصيلة، وإن عاد في ظهوره إلى الهند، ولكن بفضل لمسات المصريين أصبح اختراع مصري ينسب إليهم ويشتهر في بلدهم.
يتكون من الأرز، المكرونة، العدس، البصل، صلصة الطماطم، والتقلية، ويذكر أن بداية ظهوره، بعد ما ذكرها الرحالة ابن بطوطة فى كتابه "تحفة النظار فى غرائب الأمصار وعجائب الأسفار"، ففي وصف الهند قال عنه "يطبخون الشعير مع الأرز ويأكلونه بالسمن ويسمونه كشرى وعليه يفطرون فى كل يوم"، وبذلك فإن الكشرى أصله هندى وانتقل لمصر من خلال التجارة مع الهند، ولكن الكشرى المصرى هو الأشهر على الإطلاق فى العالم أجمع بفضل التقلية والصلصة والدقة المميزة.
ويقال في رواية أخرى أن الكشرى أكلة مصرية، مثلما ورد فى كتاب "الجيبتانا أسفار التكوين المصرية"، الذى يحوي النصوص الدينية لمصر القديمة، وأصل الكلمة "كشير" ومعناها طعام الآلهة، ويستخدمها اليهود بمعنى الطعام الحلال، وهى كلمة مصرية قديمة وليست عبرية، وربما يرجح أن هذه الرواية هي الأصدق، فمن يوافقه قلبه أن يضع أرز على مكرونة على عدس على شعرية على حمص وفوق كل ذلك تقلية سوى المصريين!
موضوعات متعلقة:
714 مشاهده
586 مشاهده