بواسطه روضة إبراهيم الاحد , 1 يونيو 2025 ,9:31 ص
أسباب فرط الحركة وتشتت الانتباه. اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه (ADHD) يُعد من أكثر الاضطرابات العصبية انتشارًا بين الأطفال والمراهقين، وقد يمتد تأثيره إلى سن البلوغ. يتجلى هذا الاضطراب في صعوبة التركيز، النشاط الزائد، والاندفاعية، مما يؤثر على الأداء الدراسي، السلوك الاجتماعي، وحتى الحياة الأسرية. تختلف أسباب هذا الاضطراب من شخص لآخر، ولكن يمكن تصنيفها بشكل عام إلى عوامل وراثية وبيئية. في هذا الموضوع من لهلوبة، نستعرض هذه العوامل بالتفصيل لفهم الأسباب الحقيقية وراء فرط الحركة وتشتت الانتباه.
تشير العديد من الدراسات إلى أن فرط الحركة وتشتت الانتباه له جذور وراثية قوية. فإذا كان أحد الوالدين أو أفراد العائلة يعاني من نفس الاضطراب، فهناك احتمال مرتفع أن يرث الطفل هذه الصفات. الجينات تلعب دورًا مهمًا في تنظيم كيمياء الدماغ، خاصة تلك المتعلقة بالنواقل العصبية مثل الدوبامين والنورإيبينفرين، واللتان ترتبطان بالتركيز والانتباه.
أمثلة على التأثير الوراثي:
التوائم المتطابقة أظهرت معدلات تشابه أعلى في الإصابة بـ ADHD مقارنة بالتوائم غير المتطابقة.
وجود أحد الوالدين المصابين يزيد من احتمال إصابة الأبناء بنسبة تصل إلى 50%.
طفرات أو تغييرات بسيطة في بعض الجينات المرتبطة بالتحكم في الانتباه والحركة قد تؤدي إلى ظهور الأعراض.
رغم أن العوامل الوراثية تلعب دورًا كبيرًا، إلا أن البيئة المحيطة لها تأثير مهم في شدة ظهور الأعراض أو تفاقمها. ويمكن أن تبدأ هذه العوامل منذ مرحلة الحمل، ثم تستمر بعد الولادة وفي سنوات الطفولة المبكرة.
أهم العوامل البيئية تشمل:
تعرض الأم للمواد السامة أثناء الحمل: مثل التدخين، الكحول، أو المخدرات، مما قد يؤثر على تطور دماغ الجنين.
الولادة المبكرة أو انخفاض وزن الطفل عند الولادة: ترتبط هذه العوامل بتطور غير مكتمل لبعض مناطق الدماغ المسؤولة عن الانتباه والتحكم في السلوك.
الضغط النفسي والإجهاد الأسري: الحياة في بيئة مليئة بالتوتر، النزاعات الأسرية، أو الإهمال العاطفي قد تساهم في زيادة أعراض الاضطراب.
النظام الغذائي الفقير: بعض الدراسات تشير إلى أن نقص العناصر الغذائية مثل الحديد، الزنك، والأوميغا-3 قد يؤثر على وظائف الدماغ.
في كثير من الأحيان، لا تعمل العوامل الوراثية والبيئية بمعزل عن بعضها. بل إن تفاعل الجينات مع البيئة هو ما يحدد ما إذا كانت الأعراض ستظهر، ومدى شدتها. على سبيل المثال، طفل لديه استعداد وراثي للإصابة بفرط الحركة، قد لا يُظهر الأعراض إلا إذا تعرض لمواقف بيئية ضاغطة أو تغذية غير متوازنة.
ختامًا، اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه هو نتيجة لتفاعل معقد بين الوراثة والبيئة. فهم هذه الأسباب يمكن أن يساعد في التشخيص المبكر، وتقديم الدعم المناسب للأطفال المصابين. بالتالي، من المهم أن يكون الأهل والمعلمون على دراية بهذه العوامل لتوفير بيئة داعمة ومناسبة لنمو الطفل وتطوره النفسي والمعرفي.
الفهم العميق للأسباب هو الخطوة الأولى للعلاج.. لا تتردد في طلب المساعدة المختصة إن لاحظت أعراضًا مستمرة على طفلك.
1,694 مشاهده
1,506 مشاهده
643 مشاهده
385 مشاهده