كيف تعتني الأم بنفسها في فترة النفاس؟ دليلك الشامل للعناية الجسدية والنفسية

كيف تعتني الأم بنفسها في فترة النفاس؟ تُعد فترة النفاس من أهم المراحل التي تمر بها المرأة بعد الولادة، حيث يحتاج الجسم إلى وقت كافٍ للتعافي واستعادة توازنه من جديد. في هذه المرحلة الحساسة، لا يقتصر الاهتمام على العناية بالمولود فقط، بل يجب على الأم أن تمنح نفسها الرعاية والاهتمام اللازمين لاستعادة صحتها الجسدية والنفسية.

في هذا المقال من لهلوبة، سنجيب عن السؤال المهم الذي يشغل الكثير من الأمهات: كيف تعتني الأم بنفسها في فترة النفاس؟، وسنستعرض بالتفصيل أهم النصائح والعادات الصحية التي تساعدها على المرور بهذه الفترة بسلام.

 ما هي فترة النفاس ولماذا تحتاج الأم فيها إلى عناية خاصة؟

فترة النفاس هي المرحلة التي تبدأ مباشرة بعد الولادة وتستمر عادة من ستة إلى ثمانية أسابيع، وخلالها يمر جسم الأم بتغيرات فسيولوجية كبيرة لإعادة الأعضاء الداخلية إلى حالتها الطبيعية قبل الحمل.

خلال هذه المدة، تحتاج الأم إلى دعم جسدي وغذائي ونفسي لأنها:

• تفقد كميات من الدم والسوائل أثناء الولادة.
• تتعرض لتقلبات هرمونية قوية تؤثر على المزاج والطاقة.
• تتحمل مجهودًا إضافيًا في رعاية المولود والرضاعة الطبيعية.

لذلك، فإن معرفة كيف تعتني الأم بنفسها في فترة النفاس هو المفتاح الأساسي لتخطي هذه المرحلة بسلام واستعادة النشاط تدريجيًا.

كيف تعتني الأم بنفسها في فترة النفاس؟

• التغذية الصحية أساس التعافي:

من أول وأهم الإجابات عن سؤال كيف تعتني الأم بنفسها في فترة النفاس هو الاهتمام بالتغذية الجيدة. فالنظام الغذائي في هذه المرحلة يلعب دورًا رئيسيًا في استعادة الطاقة، وتعويض العناصر المفقودة، وتحفيز إنتاج الحليب.

نصائح غذائية مهمة للأم في النفاس:

تناول الأطعمة الغنية بالحديد مثل الكبدة، السبانخ، العدس، لأنها تساعد في تعويض الدم المفقود.

الإكثار من البروتينات الموجودة في اللحوم والدواجن والبيض والسمك لبناء الأنسجة المتضررة بعد الولادة.

شرب كميات كافية من الماء، بما لا يقل عن 2 إلى 3 لترات يوميًا، للحفاظ على الترطيب وتعزيز إنتاج الحليب.

إضافة الحبوب الكاملة مثل الشوفان والقمح الكامل لدعم الجهاز الهضمي والوقاية من الإمساك.

تجنب الأطعمة الدهنية والجاهزة لأنها تسبب الانتفاخ وتؤثر على صحة الجهاز الهضمي.

شرب الأعشاب الطبيعية مثل الحلبة واليانسون، فهي تساعد في إدرار الحليب وتهدئة الأعصاب.

نصيحة مهمة: لا تتبعي أي نظام غذائي لإنقاص الوزن خلال النفاس، فالجسم يحتاج إلى كل العناصر الغذائية ليستعيد عافيته أولًا.

• العناية بالنظافة الشخصية بعد الولادة:

من أهم النقاط عند الحديث عن كيف تعتني الأم بنفسها في فترة النفاس هو الاهتمام بالنظافة الشخصية لتجنب الالتهابات ومشاكل ما بعد الولادة.

نصائح للعناية بالنظافة الشخصية:

تغيير الفوط الصحية بانتظام كل 3 إلى 4 ساعات، حتى مع انخفاض كمية الدم.

غسل المنطقة الحساسة بالماء الدافئ فقط وتجنب استخدام الصابون المعطر أو الغسولات الكيميائية.

تجفيف الجسم برفق بعد الاستحمام باستخدام منشفة قطنية نظيفة.

الاستحمام بماء فاتر للحفاظ على نظافة الجسم وانتعاشه، مع تجنب الماء الساخن جدًا الذي قد يسبب دوخة.

ارتداء ملابس قطنية فضفاضة لتجنب التعرق والاحتكاك.

وإذا لاحظتِ أي رائحة غير طبيعية أو ألم في منطقة الجرح (في الولادة القيصرية أو الطبيعية)، عليكِ مراجعة الطبيب فورًا.

• الراحة والنوم الكافي:

من التحديات الكبرى التي تواجه الأمهات الجدد هي قلة النوم والإجهاد المستمر. لذا، فإن عنصر الراحة ضروري جدًا عند التفكير في كيف تعتني الأم بنفسها في فترة النفاس.

نصائح للحصول على راحة أفضل:

حاولي النوم في نفس وقت نوم الطفل حتى وإن كانت فترات قصيرة.

لا تترددي في طلب المساعدة من الزوج أو الأسرة لتقليل الضغط النفسي والجسدي.

خصصي وقتًا يوميًا للاسترخاء، ولو لمدة نصف ساعة فقط، عبر قراءة كتاب أو الاستماع لموسيقى هادئة.

ابتعدي عن الهاتف ومواقع التواصل الاجتماعي قبل النوم لتجنب التوتر.

الراحة ليست رفاهية، بل ضرورة لاستعادة طاقتك الجسدية والنفسية خلال مرحلة النفاس.

• العناية بالصحة النفسية:

قد تعاني بعض الأمهات من اكتئاب ما بعد الولادة، وهو أمر شائع بسبب التغيرات الهرمونية والضغوط الجديدة. لذلك، من المهم جدًا أن تتضمن خطة كيف تعتني الأم بنفسها في فترة النفاس الاهتمام بالصحة النفسية.

خطوات لتحسين الحالة النفسية:

تحدثي بصراحة مع المقربين عن مشاعرك ولا تخفي القلق أو الحزن.

مارسي تمارين التنفس أو التأمل لبضع دقائق يوميًا.

اخرجي من المنزل في نزهات قصيرة لتجديد الطاقة.

ابتعدي عن الأشخاص السلبيين أو من يوجهون لكِ انتقادات.

إن استمرت مشاعر الحزن أو فقدان الطاقة لأكثر من أسبوعين، استشيري طبيبًا نفسيًا.

تذكّري أن صحتك النفسية تنعكس مباشرة على علاقتك بطفلك، وكلما كنتِ أكثر هدوءًا، كان طفلك أكثر سعادة وراحة.

•  ممارسة الرياضة الخفيفة:

تُعد التمارين البسيطة جزءًا مهمًا من إجابة سؤال كيف تعتني الأم بنفسها في فترة النفاس، لكن بشرط أن تتم بإشراف الطبيب وبعد موافقته.

فوائد الرياضة بعد الولادة:

تنشط الدورة الدموية وتساعد على التخلص من التورم والاحتباس.

تقلل من الشعور بالتوتر والاكتئاب.

تساهم في شد عضلات البطن والحوض تدريجيًا.

تزيد من مرونة الجسم وتحسن المزاج.

يمكن البدء بتمارين التنفس، المشي البطيء، أو اليوغا الخفيفة، ثم التدرج في النشاط حسب قدرة الجسم.

•  المتابعة الطبية المنتظمة:

لا تهملي الفحص الطبي بعد الولادة، فهو عنصر أساسي في معرفة كيف تعتني الأم بنفسها في فترة النفاس بطريقة صحيحة.

يُنصح بزيارة الطبيب بعد أسبوعين إلى أربعة أسابيع من الولادة لفحص:

التئام الجرح أو الغرز.

ضغط الدم ومعدل نبض القلب.

حالة الرحم ونزول الدم الطبيعي.

صحة الثدي والتأكد من عدم وجود التهابات.

كما يجب على الطبيب تقييم الحالة النفسية للتأكد من عدم وجود مؤشرات لاكتئاب ما بعد الولادة.

• التواصل الاجتماعي والدعم:

العزلة بعد الولادة قد تزيد من التوتر والشعور بالوحدة، لذا من ضمن الإجابة على كيف تعتني الأم بنفسها في فترة النفاس هو الحفاظ على تواصلك مع الآخرين.

تحدثي مع أمهات أخريات لتبادل الخبرات.

شاركي في مجموعات دعم الأمهات على الإنترنت.

اسمحي للأقارب المقربين بمساعدتك في رعاية الطفل.

وجود دعم نفسي واجتماعي قوي يسهم بشكل كبير في سرعة تعافيك وعودتك إلى حالتك الطبيعية.