بواسطه لهلوبة الثلاثاء , 15 إبريل 2025 ,9:17 ص
حلت الذكرى الأولى لرحيل الفنانة الرقيقة شيرين سيف النصر، التي غادرت الحياة في 13 أبريل 2024 عن عمر ناهز 52 عامًا، في وفاة مفاجئة أحدثت صدمة واسعة في الوسط الفني وبين جمهورها العريض. ورغم ابتعادها عن الأضواء لسنوات، ظلت محبوبة لدى الملايين الذين تابعوا أعمالها الرومانسية الهادئة التي طبعت مرحلة مهمة من تاريخ الدراما والسينما المصرية.
في يوم وفاتها، استيقظت شيرين بحالة طبيعية، محاطة بأفراد أسرتها، وقضت معهم صباحًا هادئًا داخل منزلها، دون أي مؤشرات على تدهور صحي مفاجئ. كانت تستعد ليوم عادي، وربما لم تكن تعلم أن هذا سيكون يومها الأخير في الحياة.
لكن سرعان ما تبدلت الأجواء، حيث شعرت فجأة بإرهاق شديد وصداع حاد، ما دفع أحد أفراد أسرتها لاقتراح الذهاب إلى المستشفى. وبالفعل، تم الاتصال بالإسعاف، إلا أن الأمور تطورت بشكل أسرع مما توقع الجميع.
في لحظات قصيرة، دخلت شيرين في نوبة هبوط حاد في الدورة الدموية، وتوقفت فيها وظائف القلب، ولم تنجح محاولات الإسعاف في إنقاذها. رحلت في نفس اللحظة، داخل منزلها، وسط حالة من الذهول سيطرت على الجميع.
بعد الوفاة، نُقل جثمان الفنانة الراحلة إلى مقابر العائلة بمنطقة الإمام الشافعي، حيث تم دفنها في جنازة عائلية هادئة بعيدًا عن وسائل الإعلام، تنفيذًا لرغبتها التي كانت دومًا تطلب الخصوصية في حياتها ومماتها.
لم يُنظم عزاء رسمي بناءً على وصيتها التي نقلها شقيقها، والتي طلبت فيها أن يكون وداعها بسيطًا، دون صخب أو مظاهر إعلامية.
وبعيدًا عن أسباب الوفاة الفجائية، فإن المقربين من شيرين كشفوا أنها كانت تعاني من اكتئاب مزمن في السنوات الأخيرة من حياتها، تفاقم بعد وفاة والدتها، التي كانت ترتبط بها بشكل استثنائي. وقد دخلت في حالة من الانعزال الاجتماعي، وتجنبت الظهور الإعلامي تمامًا، رغم حب الجمهور لها وانتظارهم عودتها للشاشة.
اللافت أن شيرين، قبل وفاتها بعدة أشهر، كانت تُفكر جديًا في العودة للفن مرة آخرى، بعد سنوات من الابتعادعن الفن. وقد صرحت بذلك في أحد الللقاءات الصحفية الأخيرة، وأبدت رغبتها في الظهور ببرامج جماهيرية تمهيدًا للعودة إلى التمثيل، لكنها لم تسعفها الظروف ولا الوقت لتحقيق ذلك الحلم.
شيرين سيف النصر، عرفها الجمهور بوجهها الملائكي وأدوارها الهادئة، حيث شاركت في عدد من أنجح المسلسلات والأفلام، أبرزها "من الذي لا يحب فاطمة"، "اللص الذي أحبه"، و"أصعب قرار"، وكان آخر ظهور لها على الشاشة عام 2007.
كانت فنانة تتمتع بشخصية مرهفة ومتحفظة، وعُرفت بعفويتها وابتعادها عن الصراعات، مما أكسبها محبة زملائها واحترام الجمهور.