بواسطه روضة إبراهيم الخميس , 17 إبريل 2025 ,10:18 ص
نصائح هامة لتجنب المشاكل العائلية التي قد تؤثر على الزواج في المستقبل. فالزواج لا يقتصر على علاقة الشريكين ببعضهم البعض فقط، بل أيضًا وعلاقة كل طرف بعائلته وعائلة شريك حياته، لذا فأطراف العائلة يمكن أن تؤثر على زواج الطرفين في المستقبل، في حال حدث أي خلافات أو مشكلات عائلية. ليست كل الخلافات العائلية مجرد خلافات عابرة، فيمكن أن تؤثر هذه الخلافات بشكل كبير على الزوجين، وقد يصل الأمر فيما بعد لتهديد استقرار الأسرة، وهذا يرجع لتعاطي الزوجين مع المشكلات، وكيفية حلها وتحمل المسؤولية، كما يرجع لوجود مرونة عند الأشخاص، حتى لا تؤثر هذه المشكلات على حياتهم الزوجية.
ومن خلال الموضوع التالي من لهلوبة، سنعرض لكم بعض المشاكل العائلية الشائعة وتأثيرها على الزواج، ونصائح لتفاديها.
كيف يمكن للخلافات العائلية أن تترك أثرًا طويل المدى؟
ليست كل الخلافات العائلية مجرد خلافات عابرة. بعضها يُخزّن في الذاكرة، ويتحوّل إلى "نمط سلوكي" يرافق الفرد في علاقاته المستقبلية. مثلًا، من نشأ في منزل مليء بالصراخ والتوتر قد يظن أن الصراخ هو الطريقة الطبيعية لحل الخلافات. أو من كان يعيش في بيت تتحكم فيه الأم بكل التفاصيل، قد يتوقع من شريكته الخضوع التام لاحقًا.
هذه التجارب تُشكل قناعات قد لا تكون واعية، لكنها تظهر بوضوح بعد الزواج، فتُسبب صراعات كان يمكن تجنبها لو وُضعَت في إطار وُعي ونقاش مسبق.
من أكثر المشاكل التي تهدد العلاقة الزوجية تدخل الأهل الزائد، سواء من جهة الزوج أو الزوجة. حينما يتم اتخاذ قرارات مهمة بناءً على رأي الأب أو الأم وليس بناءً على الحوار بين الزوجين، فإن هذا يقلل من استقلالية العلاقة ويضعفها.
هذا التدخل يمكن أن يبدأ منذ فترة الخطوبة، ويتضاعف بعد الزواج إذا لم يتم وضع حدود واضحة. والكارثة الأكبر هي حين يصبح أحد الطرفين "جسرًا" بين عائلته وزوجه، فيشعر الطرف الآخر بأنه دائمًا في حالة دفاع أو اختبار.
قد لا يبدو أن للخلافات بين الإخوة علاقة بالزواج، لكنها تؤثر بشكل غير مباشر. فعندما يتعود أحد الشريكين على العيش في بيئة مليئة بالتنافس أو الحسد أو عدم الدعم، فقد لا يكون معتادًا على مشاركة النجاح أو حتى الفرح، مما ينعكس على تعامله مع شريكه.
أيضًا، في بعض الأحيان قد يُفرض على الزوجة أو الزوج التعامل مع مشكلات العائلة الموسعة (مثل مشاكل الورثة أو ديون أحد الإخوة)، وهو ما يُشكل ضغطًا نفسيًا يؤثر على الاستقرار الزوجي.
المال قد يكون واحدًا من أكبر أسباب النزاع في العائلات، وإذا لم يتم التعامل معه بحكمة، فقد يمتد ليؤثر على الزواج نفسه. سواء كان من خلال أزمات ميراث، أو مسؤوليات مالية زائدة، أو حتى المقارنة بين الوضع المادي لعائلة أحد الشريكين والآخر.
الشفافية في هذه الأمور ضرورية منذ البداية، حتى لا يتحول الموضوع إلى عبء متراكم داخل العلاقة.
تجنب الانفعال والغضب أثناء الخلافات العائلية، واحرص على احترام آراء الآخرين حتى لو اختلفت معهم، فهذا يخفف من حدة النزاعات ويجعل الحلول أكثر سهولة.
كن مستمعًا جيدًا دون مقاطعة أو إصدار أحكام مسبقة، وحاول التفاوض للوصول إلى حلول بدلاً من الانجرار إلى الجدال أو الصراع، مع التركيز على حل المشكلة وليس كسب النقاش.
للحفاظ على خصوصية الحياة الزوجية، من الضروري وضع حدود واضحة مع الأهل لتجنب التدخلات غير المرغوبة، مع احترام العائلة ولكن مع الحفاظ على خصوصية العلاقة بين الزوجين.
تنظيم لقاءات وأنشطة مشتركة تزيد من الترابط الأسري، وفي الوقت نفسه تخصيص وقت خاص للزوجين لتقوية العلاقة بعيدًا عن الضغوط الخارجية.
التعامل بعدل مع جميع أفراد العائلة دون محاباة يقلل من التوترات ويعزز الوحدة.
استخدام لغة إيجابية ومحترمة يعزز من فهم الطرف الآخر ويقلل من النزاعات.
باتباع هذه النصائح، يمكن تعزيز العلاقات العائلية الصحية التي تدعم استقرار الزواج وتجنب المشاكل التي قد تؤثر عليه في المستقبل.