بواسطه هند جمال الخميس , 20 يونيو 2019 ,3:50 م
صلاة الاستخارة وحكمها وكيفية ادائها والاوقات التي يستحب فيها الصلاة والدعاء وكل ما تود معرفته عنها، فصلاة الاستخارة تعتبر من الامور الهامة في حياة كل مسلم، حيث يطلب فيها العبد من الله الخيرة فيما اختار، وإليكم كل ما تودون معرفته عن صلاة الاستخارة، حكمها وشروطها وكيفية أدائها.
تعني كلمة الاستخارة طلب الخيرة في أمر ما، ويقدم العبد على صلاة الاستخارة عندما يطلب الخيرة من الله عز وجل في أمره في حالة تردده وصعوبة اتخاذه لقرار ما، وتكون بأن يصلي العبد ركعتين من غير الفريضة ويسلم، ثم يحمد الله ويصلي على نبيه صلى الله عليه وسلم، ثم يدعو بدعاء الاستخارة الذي رواه البخاري: «اللَّهُمَّ إنِّي اسْتَخِيرُكَ بِعِلْمِكَ، وَاسْتَقْدِرُكَ بِقُدْرَتِكَ، وَأَسْأَلُكَ مِنْ فَضْلِكَ الْعَظِيمِ فَإِنَّكَ تَقْدِرُ وَلا أَقْدِرُ، وَتَعْلَمُ وَلا أَعْلَمُ، وَأَنْتَ عَلامُ الْغُيُوبِ، اللَّهُمَّ إنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الأَمْرَ خَيْرٌ لِي فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي أَوْ قَالَ: عَاجِلِ أَمْرِي وَآجِلِهِ، فَاقْدُرْهُ لِي وَيَسِّرْهُ لِي ثُمَّ بَارِكْ لِي فِيهِ، اللَّهُمَّ وَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الأَمْرَ شَرٌّ لِي فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي أَوْ قَالَ: عَاجِلِ أَمْرِي وَآجِلِهِ، فَاصْرِفْهُ عَنِّي وَاصْرِفْنِي عَنْهُ وَاقْدُرْ لِي الْخَيْرَ حَيْثُ كَانَ ثُمَّ ارْضِنِي بِهِ، وَيُسَمِّي حَاجَتَهُ».
صلاة الاستخارة سنة كما أجمع العلماء، والدليل على ذلك مَا رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ عَنْ جَابِرٍ رضي الله عنه قَالَ: (كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُعَلِّمُنَا الاسْتِخَارَةَ فِي الأُمُورِ كُلِّهَا كَمَا يُعَلِّمُنَا السُّورَةَ مِنْ الْقُرْآنِ يَقُولُ: إذَا هَمَّ أَحَدُكُمْ بِالأَمْرِ فَلْيَرْكَعْ رَكْعَتَيْنِ مِنْ غَيْرِ الْفَرِيضَةِ ثُمَّ لِيَقُلْ: اللَّهُمَّ إنِّي أَسْتَخِيرُكَ بِعِلْمِكَ، وَاسْتَقْدِرُكَ بِقُدْرَتِكَ، وَأَسْأَلُكَ مِنْ فَضْلِكَ الْعَظِيمِ فَإِنَّكَ تَقْدِرُ وَلا أَقْدِرُ، وَتَعْلَمُ وَلا أَعْلَمُ، وَأَنْتَ عَلامُ الْغُيُوبِ، اللَّهُمَّ إنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الأَمْرَ خَيْرٌ لِي فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي أَوْ قَالَ: عَاجِلِ أَمْرِي وَآجِلِهِ، فَاقْدُرْهُ لِي وَيَسِّرْهُ لِي ثُمَّ بَارِكْ لِي فِيهِ، اللَّهُمَّ وَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الأَمْرَ شَرٌّ لِي فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي أَوْ قَالَ: عَاجِلِ أَمْرِي وَآجِلِهِ، فَاصْرِفْهُ عَنِّي وَاصْرِفْنِي عَنْهُ وَاقْدُرْ لِي الْخَيْرَ حَيْثُ كَانَ ثُمَّ ارْضِنِي بِهِ، وَيُسَمِّي حَاجَتَهُ ) رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ فِي مَوَاضِعَ مِنْ صَحِيحِهِ (1166) وَفِي بَعْضِهَا ثُمَّ رَضِّنِي بِهِ.
الحكمة من صلاة الاستخارة هي تسليم الأمور لله، لأنه الواحد الأحد القادر على معرفة الأمور كلها الخير منها والشر، فما أجمل من أن يلجأ العبد إلى الله طارقًا بابه متضرعًا إليه، يستخيره في أمره حتى تزول حيرته وتردده.
تجرى صلاة الاستخارة في الأمور التي يتعذر على العبد فيها معرفة الصواب من الخطأ كما اتفقت المذاهب الأربعة، أما الأمور المعروفة كالمعاصي أو المنكرات او العبادات فلا حاجة للعبد أن يستخير فيها، لأنه يعلم مقدما ما لها وما عليها.
وتكون مثلا في الزواج، أو في وظيفة معينة، أو في اختيار مكان للسكن، وكثيرًا من الأمور المباحة، حيث لا تجوز صلاة الاستخارة على المنكر من الأمور.
لابد على من ينوي الاستخارة أن يكون صافي الذهن، لا يميل إلى أمر ما دون غيره، وذلك تفسيرا لقول رسوا الله صلى الله عليه وسلم "إذَا هَمَّ"، لأنه عندما يميل المرء إلى أمر ما قد لا يكون فيه الخير له ويجعله لا يرى أوجه الخير في الأمر الآخر.
من المستحب أن تؤخذ المشورة أولا من الاشخاص الموثوق في دينهم ومعرفتهم ورجاحة عقلهم قبل الاستخارة، إعمالا بقوله تعالى: "فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ".
وأيضًا كما في حديث فاطمة بنت قيس، عندما خطبها معاوية وأبو جهم بن حذيفة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أما أبو جهم فلا يضعُ عصاهُ عن عاتقهِ، وأما معاويةُ فصعْلُوكٌ لا مالَ لهُ، انكحِي أسامةً بن زيدٍ، قالت: فكرهتُه، ثم قال: انكحي أسامةَ بن زيدٍ، فنكحتُه، فجعلَ اللهُ في ذلك خيرا واغْتبَطْتُ به».
لا وقت معين لصلاة الاستخارة بل يؤديها المرء في أي وقت يشاء، ولكن يفضل أن تصلى في غير الأوقات المنهي عنها، وأيضا يفضل أن تصلى في أوقات إجابة الدعاء كالثلث الاخير من الليل مثلا.
يجوز الدعاء في صلاة الاستخارة قبل التسليم، لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان أكثر دعائه قبل التسليم، حيث أن المصلي قبل السلام مازال الصلاة، أي لم ينصرف عنها.
يعتقد بعض الناس أن صلاة الاستخارة لابد أن يتبعها رؤيا أو حلم لتكون بشارة على الأمر أو نذيرا وتحذيرا منه.
ولكن لا صحة لذلك، بل لابد من التوكل على الله، حيث قال الله تعالى: ﴿فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ﴾ فإن سار الأمر في مساره الصحيح فقد هيأه لك الله، وإن كان غير ذلك فقد ابعده الله عنك لحكمة هو يعلمها.
الأصل والسنة في الامر أن يستخير العبد بالصلاة والدعاء في أموره كلها لقول جابر رضي الله عنه: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا الاستخارة في الأمور كلها) الحديث رواه البخاري.
ولا يمنع أن يقول العبد دعاء الاستخارة بدون صلاة عندما يتعذر أدائها، كالمرأة في الحيض والنفاس، أو حتى في اوقات الانشغال.
نعم تجوز صلاة الاستخارة قبل الشروع في الطلاق، بل ويفضل أن يقوم بها المرء قبل الطلاق، لأن المعنى الأساسي في الاستخارة أن يطلب العبد من الله الخيرة فيما اختار.
اللَّهُمَّ إنِّي اسْتَخِيرُكَ بِعِلْمِكَ، وَاسْتَقْدِرُكَ بِقُدْرَتِكَ، وَأَسْأَلُكَ مِنْ فَضْلِكَ الْعَظِيمِ فَإِنَّكَ تَقْدِرُ وَلا أَقْدِرُ، وَتَعْلَمُ وَلا أَعْلَمُ، وَأَنْتَ عَلامُ الْغُيُوبِ، اللَّهُمَّ إنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الأَمْرَ"الزواج من .." خَيْرٌ لِي فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي أَوْ قَالَ: عَاجِلِ أَمْرِي وَآجِلِهِ، فَاقْدُرْهُ لِي وَيَسِّرْهُ لِي ثُمَّ بَارِكْ لِي فِيهِ، اللَّهُمَّ وَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الأَمْرَ "الزواج من.." شَرٌّ لِي فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي أَوْ قَالَ: عَاجِلِ أَمْرِي وَآجِلِهِ، فَاصْرِفْهُ عَنِّي وَاصْرِفْنِي عَنْهُ وَاقْدُرْ لِي الْخَيْرَ حَيْثُ كَانَ ثُمَّ ارْضِنِي به.
اللَّهُمَّ إنِّي اسْتَخِيرُكَ بِعِلْمِكَ، وَاسْتَقْدِرُكَ بِقُدْرَتِكَ، وَأَسْأَلُكَ مِنْ فَضْلِكَ الْعَظِيمِ فَإِنَّكَ تَقْدِرُ وَلا أَقْدِرُ، وَتَعْلَمُ وَلا أَعْلَمُ، وَأَنْتَ عَلامُ الْغُيُوبِ، اللَّهُمَّ إنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الأَمْرَ"العمل في شركة .." خَيْرٌ لِي فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي أَوْ قَالَ: عَاجِلِ أَمْرِي وَآجِلِهِ، فَاقْدُرْهُ لِي وَيَسِّرْهُ لِي ثُمَّ بَارِكْ لِي فِيهِ، اللَّهُمَّ وَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الأَمْرَ "العمل في شركة.." شَرٌّ لِي فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي أَوْ قَالَ: عَاجِلِ أَمْرِي وَآجِلِهِ، فَاصْرِفْهُ عَنِّي وَاصْرِفْنِي عَنْهُ وَاقْدُرْ لِي الْخَيْرَ حَيْثُ كَانَ ثُمَّ ارْضِنِي به.
1- الوضوء المعتاد كأي صلاة.
2- استحضار النية لصلاة الاستخارة وعدم الميل نحو أمر معين.
3- صلاة ركعتين، ومن السنة المحببة أن يقرأ المصلي في الركعة الاولى بعد الفاتحة سورة "قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ"، وفي الركعة الثانية سورة "قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ".
4- بعد السلام من الصلاة نرفع أكفنا بدعاء الاستخارة: اللَّهُمَّ إنِّي اسْتَخِيرُكَ بِعِلْمِكَ، وَاسْتَقْدِرُكَ بِقُدْرَتِكَ، وَأَسْأَلُكَ مِنْ فَضْلِكَ الْعَظِيمِ فَإِنَّكَ تَقْدِرُ وَلا أَقْدِرُ، وَتَعْلَمُ وَلا أَعْلَمُ، وَأَنْتَ عَلامُ الْغُيُوبِ، اللَّهُمَّ إنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الأَمْرَ"ويسمي حاجته" خَيْرٌ لِي فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي أَوْ قَالَ: عَاجِلِ أَمْرِي وَآجِلِهِ، فَاقْدُرْهُ لِي وَيَسِّرْهُ لِي ثُمَّ بَارِكْ لِي فِيهِ، اللَّهُمَّ وَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الأَمْرَ "ويسمي حاجته" شَرٌّ لِي فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي أَوْ قَالَ: عَاجِلِ أَمْرِي وَآجِلِه، فَاصْرِفْهُ عَنِّي وَاصْرِفْنِي عَنْهُ وَاقْدُرْ لِي الْخَيْرَ حَيْثُ كَانَ ثُمَّ ارْضِنِي به.
وبعد أن تنتهي من صلاة الاستخارة، دعك من الاحلام وما قد يفعله الشيطان بك، وتوكل على الله.
موضوعات متعلقة:
ماهي الاوقات التي يستحب فيها صلاة الاستخارة
كيفية صلاة الاستخارة للعمل أو الوظيفة الجديدة التي تريد الالتحاق بها
1,309 مشاهده
403 مشاهده
403 مشاهده
391 مشاهده