بواسطه علياء المحمدى الخميس , 3 فبراير 2022 ,11:42 ص
فاطمة إبراهيم السيد البلتاجي، ابنة شيخ قرية طماي الزهايرة التابعة لمحافظة الدقهلية، ولدت فاطمة لأب شيخ ومؤذن في مسجد القرية وأم ربة منزل في 31 ديسمبر 1898 لتتعلم الانشاد على يد أبيها وبعد سنوات تصبح "أم كلثوم" رمزًا للغناء العربي وكوكبًا للشرق كله وفوق كل هذا صاحبة لقب "الست".
من هي الست؟ ولماذا أُطلق هذا اللقب على أم كلثوم تحديدًا؟ ماهي الصفات التي جعلت منها نموذج للست هذا ما سنحاول الإجابة عليه في هذا المقال.
صوت قوي، يفسد المايكرفونات إذا ما اقتربت منه، لا يحتاج مكبرات لكي يُسمع قاعة تكتظ بالبشر، مخارج ألفاظ واضحة وقوية، ربما كان السبب في ذلك تلاوة القرآن والإنشاد الديني الذان تربت عليهما، ولكن من المتعارف عليه أن صوت المرأة يكون حاد بعض الشيء ورائق، ومع هذا كسرت أم كلثوم القاعدة وأصبح صوتها القوي العميق رمز للسلطنة وحرفيتها في استخدام هذا الصوت جعلتها "الست" وأصبحت الأصوات تهتف لها "عظمة على عظمة يا ست".
في ذكرى ميلاد أم كلثوم .. تعرف على صاحب مقولة "عظمة على عظمة يا ست"
سر منديل أم كلثوم هو خجلها، مثل أي إمرأة الخجل جزء أصيل من صفاتها كانت أم كلثوم تشعر بالخجل والتوتر الشديدين قبل الغناء، فنجد لها صورًا تتلصص النظر من خلف الستار لترى الجمهور، كما ابتدعت فكرة المنديل الذي يساعدها على تدفئة يديها والتماسك أمام عدد كبير من الجمهور، كما أضفى عليها مظهرًا من النعومة والانوثة والإنسيابية مما ساهم أيضًا في أن تلقب بالـ"ست".
كانت ملابس أم كلثوم مميزة جدًا، وعلى الرغم من أنها لم ترتدي الفساتين القصيرة مثل نجمات هذه الفترة، بل كانت محتشمة وأقصر فساتينها لا تبتعد عن ركبتيها إلا إنها حافظت على مقاييس الأناقة بل وكانت على مستوى يليق بالرؤساء والملوك الذين كانوا من معجبيها، كما أن فساتين أم كلثوم واحذيتها تعتبر قطع فنية أصرت الدولة على حفظهم في متحف ليشاهدها الأجيال ويتعلموا من أناقتها.
أم كلثوم.. أزياء تتربع على عرش الموضة العالمية
يقال إن أم كلثوم هي صوت الحب الصريح أما فيروز فهي صوت الحب العذري، وقد تشعر أن كلمات الحب التي تتغنى بها أم كلثوم هي كل ما يمكن قوله عن هذا الشعور الراقي، وليس فقط الحب، بل الهجر والخيانة والضعف والشوق وغيرهم من مشاعر، قد تبدو الست كأنها راوي لكل تلك القصص وهذا ما جعل الناس لعقود كثيرة تربط الحب بكلمات أم كلثوم وصوتها، ومن أفضل من المرأة في التعبير عن المشاعر، لذلك هي أصبحت "الست".
ما بين "حيرت قلبي" و"رق الحبيب".. قصص حب لم تكتمل في حياة كوكب الشرق
من أهم مميزات المرأة أن تكون جذابة وخفيفة الظل والروح، وهكذا كانت أم كلثوم فمن المتعارف عنها أنها كانت "بنت نكتة" وصاحبة ظل خفيف للغاية، كما أنها تمتعت بجاذبية عالية فإلى جانب زيجاتها كان لأم كلثوم عشاق على رأسهم أحمد رامي والقصبجي اللذان كرسا حياتهم للعمل معها وإبراز موهبتها الصوتية بألحان وكلمات خالدة، فكتب لها رامي كثيرًا مرة يشرح حبه لها ومرة يعاتبها وتخلى القصبجي عن التلحين ليصبح فردًا في فرقتها يجاورها دائمًا حتى وإن لم يحصل على مقابل لمشاعره تلك، إلا أن أم كلثوم كانت مخلصة له فأبقت مقعده فارغًا بعد وفاته ولم يحل محله أحد.
"الست" الذكية يمكنها أن تجد حلول للمشكلات بدبلوماسية ولباقة، كذلك تعاملت أم كلثوم مع مشكلاتها في الحياة، فمثلًا عندما أخبروها أن السيدة جيهان السادات منعت أغانيها من الإذاعة لم تغضب أو تثير أزمة رغم أنها كانت في قمة نجاحها، إلا أنها انتظرت الفرصة وتكلمت مع السيدة الأولى حينها بلباقة قائلة: "يا هانم، أنا يصعب عليّ أن يقال في التلفزيون إن سيادتك منعت أغاني أم كلثوم من التلفزيون" فما كان من جيهان السادات إلا أن نفت هذا القرار وأمرت بإعادة إذاعة أغاني الست.
كأي سيدة كانت الست تحب الأكل ورغم ذلك كانت تحافظ على قوامها حتى لا يخرج عن السيطرة وبالتالي تحافظ على صوتها، ويمكننا أن نرى أكثر من صورة للست تتناول الطعام حتى داخل الاستوديو.
أتقنت الست كل ما تقوم به، حيث حضرت لأغنياتها بكثير من التركيز والتفاني كما كانت متفانية في حب وطنها وتجمع التبرعات أثناء الحرب وتغني لمصر وجيشها مما جعلها قامة كبيرة ليست فقط فنيًا بل وإنسانيًا ودفع أحد معجبيها لتقبيل أقدامها كما اعتاد الفنان عبد الحليم حافظ على تقبيل يدها تقديرا وإجلالا منه لدورها، حتى إنه لقبها بالهرم الرابع لمصر.
موضوعات متعلقة:
أسرار عن حياة محمود الجندي مات ولم يكمل تصوير أخر أعماله الفنية ووفاة زوجته سببًا في تغير حياته
751 مشاهده
744 مشاهده